للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا المديح للمرابطين من الأمور النادرة في الشعر الأندلسي. وقد نجد شاعراً يمتدح أميراً منهم لصلة خاصة. ولكن يندر أن نجد شعراً في مدح المرابطين بصفة عامة.

ومنهم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المعافري، وكان من الفقهاء الوزراء.

كان متمكناً من الفقه والحديث، بارعاً في الأدب، محسناً للنظم، كاتباً بليغاً، ولي أيام الأمير علي بن يوسف مستخلص غرناطة وإشبيلية (الأملاك السلطانية) فقام على إدارتها بحزم وكفاية، ثم ندبه الأمير إلى طرطوشة ليشرف على أهلها وتجديد مبانيها، فأدى مهمته خير أداء، وكان جواداً كثير البذل، وتوفي في سنة ٥١٨ هـ (١١٢٤ م) (١).

ومنهم عبد الله بن محمد عبد الله النفزي المعروف بالمرسي، ولد بمرسية سنة ٤٥٣ هـ، ودرس بها ثم انتقل إلى سبتة، وتولى الخطابة بجامعها مدة، وكان متفوقاً في علم الحديث، وأخذ الناس عنه، ومنهم صاحب الصلة، وكتب عدة مؤلفات، وتوفي بقرطبة سنة ٥٣٨ هـ (١١٤٣ م) (٢).

ومنهم قاضي قضاة الشرق أبو العباس أحمد بن محمد بن زيادة الله الثقفي المعروف بابن الحلاّل. درس الفقه والحديث والأدب، وولي خطة الشورى، ثم ولي قضاء أوريولة، ثم نقل إلى مرسية حيث تولى بها قضاء الجماعة، وعلت مكانته لدى محمد بن سعد أمير الشرق، ولكنه كان سيىء التصرف، كثير الرعونة، ووشى به إلى الأمير، فقبض عليه واستصفى أمواله، واعتقله ببلدة أندة على مقربة من بلنسية، ثم أمر به فقتل، وكان مقتله في سنة ٥٥٤ هـ (١١٥٩ م) (٣).

ومنهم أحمد بن عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الأنصاري، ويعرف بابن أبى مروان، من أهل إشبيلية، كان حافظاً متقناً، فقيهاً ظاهري المذهب على طريقة ابن حزم القرطبي، وله مؤلف في الحديث عنوانه " المنتخب المنتقى " جمع فيه ما افترق في أمهات المسندات من نوازل الشرع. توفي قتيلا بلبلة خلال ثورة أهلها وتغلب الموحدين عليهم، وذلك في شعبان سنة ٥٤٩ هـ (١١٥٤ م) (٤).


(١) الإحاطة (مخطوط الإسكوريال) لوحة ٢٥٦.
(٢) ترجمته في الصلة رقم ٦٤٩، وكذلك في P. Boigues: ibid ; No ١٦٤
(٣) ترجمته في التكملة لابن الأبار ج ١ رقم ١٧٤.
(٤) ترجمته في التكملة لابن الأبار ج ١ رقم ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>