للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أرجونة وغيرها. فشلهم في محاصرة جيان. ابن الأحمر يعقد الصلح مع ملك قشتالة. شروط هذا الصلح. ما خسرت الأندلس من جرائه. اعتراف ابن الأحمر بطاعة قشتالة. استيلاء ملك قشتالة على إشبيلية. ابن الأحمر يختار ولى عهده. النزاع بين ابن الأحمر وبين صاحب سبتة. مسير ابن الأحمر إلى إشبيلية لتجديد الصلح مع ملك قشتالة. شعوره بنية الغدر والخيانة ومغادرته للمدينة. عود ملك قشتالة لغزو الأندلس. صدى محنة الأندلس في الغرب. النجدة الأولى من عسكر بني مرين. إغارة القشتاليين على غرناطة. اضطرار ابن الأحمر إلى تجديد الهدنة مع ألفونسو العاشر. خسائر جديدة للأندلس. رثاء أبي الطيب الرندي للقواعد الذاهبة. وفاة ابن الأحمر. بعض صفاته وخلاله.

تركنا محمد بن يوسف بن هود، المتوكل على الله، وقد اعترفت بطاعته، عدا مرسية، مطلع ثورته، ومهد حركته، شاطبة، وجيان، وغرناطة، ومالقه، وألمرية، ثم إشبيلية قاعدة الحكم الموحدي. وشعر ابن هود بحق أنه بانهيار الحكم الموحدي، واجتماع معظم قواعد الأندلس تحت طاعته، قد غدا زعيم الأندلس الحقيقي، وقائد حركتها التحريرية، والمسئول عن حمايتها والذود عنها ضد النصارى. وفي ظل هذا الشعار سار ابن هود لإنجاد ماردة، حينما دهمها الليونيون، ولكنه هزم في المعركة التي نشبت بينه وبينهم، وسقطت ماردة وبطليوس، في أيدي النصارى (٦٢٧ هـ). واستولى ابن هود على الجزيرة الخضراء، وجبل الفتح، من أيدي الموحدين في سنة ٦٢٩ هـ، وكان استيلاؤه عليهما بمعاونة السيد أبي عمران موسى والي سبتة، وأخى الخليفة المأمون عندما ثار على أخيه، ودعا بالخلافة لنفسه، ونزل السيد أبو عمران في نفس الوقت لابن هود عن سبتة، وحكمها نائبه الغشتى حينا حسبما تقدم ذكره، ثم خاض ابن هود وهو عائد إلى الشمال، في أواخر هذا العام، مع القشتاليين وعلى مقربة من وادي آش، معركة هزم فيها القشتاليون وقتل معظمهم (١)، ولكنه عاد فاشتبك مع القشتاليين في العام التالي، على مقربة من شريش، في معركة هزم فيها، ورأى على أثر ذلك أن يعقد الهدنة مع القشتاليين، وذلك في أواخر سنة ٦٣٠ هـ (١٢٣٣ م) وذلك حسبما فصلناه من قبل في موضعه.

وكان ابن هود قد رأى منذ البداية، أن يستظل بلواء الدولة العباسية، فرفع الشعار الأسود، ودعا للخليفة المستنصر بالله العباسي، وبعث إليه ببغداد يطلب المرسوم والخلع الخلافية، فبعث إليه المستنصر بالمرسوم والخلع والرايات،


(١) ابن الخطيب في أعمال الأعلام ص ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>