للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث والفقه واللغة. وكانت له بين علمائها مكانة رفيعة، وبها توفي في سنة ٦٥٥ هـ. ومولده سنة ٥٦٩ هـ (١).

ومحمد بن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن المفرح الأوسي المعروف بابن الدباغ الإشبيلي، برع في الفقه، وكان أوحد عصره في حفظ مذهب مالك، وفي عقد الوثائق، وكان في الوقت نفسه، عارفا بالنحو واللغة، أديبا بارعا، مشاركا في النظم والتاريخ. انتقل إلى غرناطة ولبث يقرىء بجامعها حينا، وتوفي في سنة ٦٦٨ هـ (٢).

...

وازدهرت في هذا العصر، الذي توالت فيه المحن على الأندلس، ومالت شمسها إلى الغروب، حركة التصوف، وظهر عدة من أكابر المتصوفة نذكرهم فيما يلي: كان من هؤلاء أحمد بن عمر المعافرى من أهل مرسية، وأصله من طبيرة من ولاية الغرب، ويعرف بابن إفرندو، أخذ عن أبي علي بن سكرة، وأبي بكر بن العربي، وأبي محمد الرُّشاطى وغيرهم، ورحل إلى المشرق، وأخذ عن بعض أقطابه، ومنهم بعض أصحاب الإمام الغزالى وكان محدثاً حافظاً، ومال إلى الزهد والتصوف، وأخذ عنه بعض أعلام العصر، مثل أبي الخطاب بن واجب وغيره. ولم نقف على تاريخ وفاته (٣).

ومنهم ابراهيم بن محمد بن خلف بن سوار بن أحمد بن حزب الله، بن أبي العباس بن مرداس السلمى من أهل بلفيق من أعمال ألمرية، وبها ولد ونشأ، ويعرف بابن الحاج. درس القراءات والحديث، وأخذ في ذلك عن أبي محمد البسطى الخطيب، وابن كوثر، وابن عروس، وابن أبي زمنين وغيرهم. وكان فوق براعته في علوم السنة، مشاركا في الأدب، ومال إلى التصوف، وشغف به، وأقبل الناس إليه من كل صوب، وكثر الازدحام عليه، فنفاه الوالي إلى المغرب، وتوفي بمراكش في جمادى الآخرة سنة ٦١٦ هـ (٤).

ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن العربي المعافري، من أهل إشبيلية ومن بيت القاضي أبي بكر بن العربي، درس بإشبيلية وقرطبة، ورحل إلى المشرق، فأخذ عن أبي طاهر السلفي بالإسكندرية، ورحل إليه ثانية، ودخل الشام،


(١) ترجمته في التكملة رقم ١٦٩٢، وفي عنوان الدراية للغبريني ص ١٧٠ - ١٧٣.
(٢) ترجمته في الإحاطة - مخطوط الإسكوريال (١٦٧٣ الغزيري) لوحة ١٠٧.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٩٠.
(٤) ترجمته في التكملة رقم ٤٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>