للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصر القيصر ألفونسو ريمونديس أو ألفونسو السابع (١) ملك قشتالة، قامت حول سنة ١١٥٠ م جمعية فرسان دينية قوية فى بعض أديار منطقة شلمنقة، وسميت بجمعية القديس يوليان، ثم سميت بعد ذلك بجمعية فرسان القنطرة. وفى سنة ١١٥٨ م قامت جمعية دينية محاربة أخرى، ربما كانت أشهر وأقوى جماعات الفرسان التى ظهرت فى اسبانيا فى هذا العصر، وهى جمعية "فرسان قلعة رباح"،

ونشأت لأول أمرها على يد بعض الرهبان الورعين المتحمسين الذين عملوا على حشد الجند النصارى للتطوع للدفاع عن تلك القلعة الحصينة ضد المسلمين، واتخذت قلعة رباح مركزاً لها (٢). وقامت أيضاً فى البرتغال عدة فروع لفرسان المعبد (الداوية) وفرسان القديس يوحنا (الأسبتارية). وظهرت هذه الجمعيات الدينية المحاربة ولاسيما فرسان القنطرة وفرسان قلعة رباح فى كثير من المعارك، التى نشبت فى تلك العصور بين المسلمين والنصارى، وكان تدخلهم فى كثير من الأحيان من عوامل النصر والإنقاذ للجيوش النصرانية، بيد أنهم بالرغم من صفتهم الدينية والصليبية كانت تحدوهم بواعث وأطماع دنيوية، وكان ظمأ الكسب واجتناء المغانم روحهم المسيرة، وكانوا يسيطرون على قلاع كثيرة وأراض واسعة، ويعيشون فى بذخ وترف، بما يحصلون عليه من الإقطاعات والهبات والنذور الوفيرة، وكان تدخلهم فى شئون السياسة والعرش يشتد أحياناً، ويفضى إلى أحداث وتطورات خطيرة.

كانت اسبانيا النصرانية حينما بدأت حرب الإسترداد الحقيقية La Reconquista فى أواسط القرن الثالث عشر، عقب سقوط القواعد الأندلسية الكبيرة، تجيش إلى جانب نزعتها القومية بهذه النزعة الصليبية الواضحة. على أنه يمكن القول أن ظهور هذه النزعة القومية والدينية العميقة فى حروب اسبانيا النصرانية مع المسلمين، لم يكن ملحوظاً بصورة واضحة، حينما كان التفوق فى القوة لإسبانيا المسلمة أيام الدولة الأموية، وحينما كان ثمة نوع من توازن القوى السياسية والعسكرية بين الأندلس واسبانيا النصرانية أيام المرابطين والموحدين وتدل حوادث التاريخ الأندلسى حتى أواخر القرن الثانى عشر على أن التعصب


(١) Alfonso Raimundez وتعرفه الرواية الإسلامية باسم أدفنش بن رمند أو السليطين.
(٢) تناولنا قيام الجماعات الدينية النصرانية، ونشأة جمعية فرسان قلعة رباح تفصيلا فى " عصر المرابطين والموحدين " القسم الأول ص ٥١٨ - ٥٢٠. mmmmmmmmmmmm

<<  <  ج: ص:  >  >>