للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثانى

بداية النهاية

أبو عبد الله محمد يرقى العرش للمرة الثانية. تمزق المملكة الإسلامية. خطط ملك قشتالة للقضاء عليها. زحف النصارى على مالقة وحصارها. سعى الزغل إلى إنقاذها. استغاثته بملوك الإسلام. بسالة المسلمين فى الدفاع عنها. شدة الحصار وأهواله. تسليمها للنصارى. نكث فرناندو بوعوده. استغاثة الأندلس بمصر. تتبع مصر لحوادث الأندلس. صدى محنة الأندلس فى الشرق. رواية عن خطة مصر وتركيا لإنقاذ الأندلس. سفارة الأندلس إلى مصر. رواية ابن إياس عنها. مصر تلجأ إلى الوسائل الدبلوماسية. سفارة مصر إلى البابا وملك نابل وملكى اسبانيا. رد فرناندو وسفارته إلى ملك مصر. أثر سقوط مالقة. استيلاء النصارى على الأنحاء الشرقية. عهد فرناندو لأهل أشكر. حصار المنكب. تسليمها وعهد النصارى لأهلها. زحف فرناندو على مدينة بسطة. بسالة المسلمين فى الدفاع عنها. حصارها وتسليمها. عهد النصارى ليحيى النيار زعيم بسطة وألمرية. الشروط التى منحت له. تسليم ألمرية وشروط التسليم. يأس مولاى الزغل وخضوعه لفرناندو. دخول النصارى وادى آش. نزول الزغل عن حقوقه. الشروط التى منحت له. جوازه إلى المغرب. رواية عن سلوك الزغل.

تبوأ أبو عبد الله محمد بن السلطان علىّ أبى الحسن عرش غرناطة للمرة الثانية، عقب عوده من الأسر بنحو عام، ولكنه لم يكن يحكم تلك المرة سوى مملكة صغيرة، وكان المفروض فوق ذلك أنه يحكمها باسم ملك قشتالة وتحت وحمايته، وكانت الخطوب والفتن التى توالت على مملكة غرناطة قد مزقتها، ولم يبق منها بيد المسلمين سوى بضع مدن وقواعد متناثرة، مختلفة الرأى والكلمة، ينضوى بعضها تحت لوائه وتشمل الأنحاء الشمالية الغربية، وينضوى البعض الآخر تحت لواء عمه محمد ابن سعد (الزغل)، وتشمل الأنحاء الشرقية والجنوبية. وكان واضحاً أن مصير المملكة الإسلامية أصبح يهتز فى يد القدر، بعد أن نفذت جيوش النصرانية إلى قلبها، واستولت على كثير من قواعدها وحصونها الداخلية، مثل الحامة ورندة ولوشة وبلش مالقة وغيرها. وكان ملك قشتالة يحرص على المضى فى تحقيق خططه لسحق البقية الباقية من دولة الإسلام فى الأندلس قبل أن يعود إليها اتحاد الكلمة، فيبعث إليها روحاً جديدة من العزم والمقاومة. وكان من الطبيعى أن يؤثر البدء بغزو القواعد الشرقية والجنوبية التى يسيطر عليها مولاى الزغل، لأن الزغل

<<  <  ج: ص:  >  >>