للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا الرواية الإسلامية معظم محتوياتها مع شىء من التحريف (١) ولكنا ننقل الآن ولأول مرة، إلى العربية، محتويات هذه المعاهدة عن نصوصها القشتالية الرسمية فى توسع وإفاضة. وإليك مضمون هذه المحتويات:

أن يتعهد ملك غرناطة، والقادة، والفقهاء والوزراء والعلماء، وكافة الناس، سواء فى غرناطة والبيّازين وأرباضهما، بأن يسلموا طواعية واختياراً، وذلك فى ظرف ستين يوماً تبدأ من تاريخ هذه المعاهدة، قلاع الحمراء والحصن، وأبوابها وأبراجها، وأبواب غرناطة والبيازين، إلى الملكين الكاثوليكيين، أو إلى من يندبانه من رجالهما، على ألا يسمح لنصرانى أن يصعد إلى الأسوار القائمة بين القصبة والبيازين، حتى لا يكشف أحوال المسلمين، وأن يعاقب من يفعل ذلك. وضماناً لسلامة هذا التسليم، يقدم الملك المذكور مولاى أبو عبد الله والقادة المذكورون، إلى جلالتيهما، قبل تسلّم الحمراء بيوم واحد، خمسمائة شخص صحبة الوزير ابن كماشه، من أبناء وإخوة زعماء غرناطة والبيازين، ليكونوا رهائن فى يديهما لمدة عشرة أيام، تُصلح خلالها الحمراء. وفى نهاية هذا الأجل يرد أولئك الرهائن أحراراً. وأن يقبل جلالتهما، ملك غرناطة وسائر القادة والزعماء، وسكان غرناطة والبشرّات وغيرهما من الأراضى، رعايا وأتباعا تحت حمايتهما ورعايتهما (١).

وأنه حينما يرسل جلالتهما رجالهما لتسلم الحمراء المذكورة، فعليهم أن يدخلوا من باب العشار ومن باب نجدة، ومن طريق الحقول الخارجية، وألا يسيروا إليها من داخل المدينة، حينما يأتون لتسلمها وقت التسليم (٢).

وأنه متى تم تسليم الحمراء والحصن، يرد إلى الملك المذكور مولاى أبى عبد الله ولده المأخوذ رهينة لديهما، وكذلك يرد سائر الرهائن المسلمين الذين معه، وسائر حشمه الذين لم يعتنقوا النصرانية (٣).

ويتعهد جلالتهما، وخلفاؤهما إلى الأبد، بأن يترك الملك المذكور أبو عبد الله والقادة، والوزراء، والعلماء، والفقهاء، والفرسان، وسائر الشعب، تحت حكم شريعتهم، وألا يؤمروا بترك شىء من مساجدهم وصوامعهم، وأن تترك لهذه المساجد مواردها كما هى، وأن يقضى بينهم وفق شريعتهم وعلى يد قضاتهم، وأن يحتفظوا بتقاليدهم وعوائدهم (٤).


(١) أخبار العصر ص ٤٨ و ٥٠، ونفح الطيب ج ٢ ص ٦١٥ و ٦١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>