للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نافذ العزمة، مهتزاً للمديح، طلقاً للآمال، كهفاً للغريب" (١)، وزار ابن الحكيم المشرق، وحج ودرس وتلقى عن مشايخه. ومن شعر ابن الحكيم قوله:

ما أحسن العقل وآثاره ... لو لازم الإنسان إيثاره

يصون بالعقل الفتى نفسه ... كما يصون الحر أسراره

لاسيما إن كان فى غربة ... يحتاج أن يعرف مقداره

ومن قوله فى الغزل:

هل إلى رد عشيات الوصال ... سبب أم ذاك من ضرب المحال

وليال ما تبقى بعدها ... غير أشواقى إلى تلك الليال

إذ مجال الوصل فيها مسرحى ... ونعيمى آمر فيها ووال

ولحالات التراضى جولة ... مزجت بين قبول واقتبال

وغزال قد بدا لى وجهه ... فرأيت البدر فى حال الكمال

ما أمال التيه من أعطافه ... لم يكن إلا على خصل اعتدال

خص بالحسن فا أنت ترى ... بعده للناس حظاً فى الجمال

وقوله:

ألا واصل مواصلة العقار ... ودع عنك التخلق بالوقار

وقم واخلع عذارك فى غزال ... يحق لمثله خلع العذار

قضيب مائس من فوق دعص ... تعمم بالدجى فوق النهار

ولاح بخده ألف ولام ... فصار معرفا بين الدرارى (٢).

وكان ولده أبو بكر محمد بن الحكيم أيضاً من أعلام الأدب والشعر فى تلك الفترة، وقد تولى مثله الوزارة فيما بعد، وكان من أساتذة ابن الخطيب، وقد ألف فى الأدب كتاباً سماه " بالموارد المستعذبة" (٣).

ومن أكابر الشعراء فى تلك الفترة أبى عبد الله محمد بن خميس التلمسانى، أصله من تلمسان كما يدل عليه اسمه. ووفد على غرناطة واتصل بالوزير ابن الحكيم ومدحه، ونزل بألمرية سنة ٧٠٦ هـ واتصل بحاكمها القائد أبى الحسن بن كماشة،


(١) راجع الإحاطة ج ٢ ص ٢٧٩.
(٢) راجع فى ترجمة ابن الحكيم وشعره: الإحاطة ج ٢ ص ٢٧٨ - ٣٠٣، ونفح الطيب ج ٢ ص ٧ - ٩، وج ٢ ص ٢٦٣ - ٢٧١.
(٣) راجع نفح الطيب ج ٣ ص ٢٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>