للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ٧٢٤ هـ. وتوفى سنة ٧٧٠ هـ (١٣٦٩ م). وكان أديباً كبيراً وشاعراً مبرزاً. وقد خصه ابن الخطيب فى الإحاطة بترجمة قوية (١)، ووصفه بأنه "صدر يشار إليه، متفنن، مشارك، قوى الإدراك، سديد النظر، قوى الذهن، جيد القريحة". ووصفه فى كتابه "التاج المحلى" بقوله: "ناظم درر الألفاظ، ومقلد جواهر الكلام، نحور الرواة ولبات الحفاظ".

وكتب ابن خاتمة عن مسقط رأسه ألمرية، كتاباً أسماه "مزية ألمرية على غيرها من البلاد الأندلسية"، وكتب عن الوباء الكبير الذى عصف بالأندلس سنة ٧٤٩ هـ (١٣٤٨ م) رسالة عنوانها، " تحصيل غرض القاصد فى تفصيل المرض الوافد " يصف فيها عصف الوباء وسيره بمدينة ألمرية (٢). وله ديوان شعر محفوظ بمكتبة الإسكوريال. ومن شعره قوله من قصيدة طويلة:

من لم يشاهد موقفاً لفراق ... لم يدر كيف توله العشاق

إن كنت لم تره فسائل من رأى ... يخبرك عن ولهى وعن أشواقى

من حر أنفاس وخفق جوانح ... وصدوع أكباد وفيض مآق

دهى الفؤاد فلا اللسان بناطق ... عند الوداع ولا بلفظ فراق

وقوله من قصيدة أخرى:

لولا حياتى من عيون النرجس ... للثمت خد الورد بين السندس

ورشفت من ثغر الأقاحة ريقها ... وضممت أعطاف الغصون الميس

شتان بين مظاهر ومخاتل ... وعف الحجا ومطهر ومدنس

ومجمجم بالعذل باكرنى به ... والطير أفصح مسعد بتأنس (٣).

وقوله:

هو الدهر لا يبقى على عائذ به ... فمن شاء عيشاً يصطبر لنوائبه

فمن لم يصب فى نفسه فمصابه ... بفوت أمانيه وفقد حبائبه

وكتب ابن خاتمة إلى صديقه ابن الخطيب، حينما أزمع الرحلة عن الأندلس، رسالة مؤثرة يخاطبه فيها بقوله: "إنكم بهذه الجزيرة شمس أفقها، وتاج مفرقها،


(١) تراجع هذه الترجمة فى الإحاطة ج ١ ص ٢٤٧ - ٢٦٧.
(٢) توجد من هذه الرسالة نسخة مخطوطة ضمن مجموعة تحفظ بمكتبة الإسكوريال (رقم ١٧٨٥ الغزيرى).
(٣) تراجع هاتان القصيدتان فى الإحاطة ج ١ ص ٢٥٢ - ٢٥٤ و ٢٥٥ - ٢٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>