للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأهل العلم ما اختلفوا في أي ركن من الأركان كاختلافهم في الصلاة، يعني كثير منهم ذكر أن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة ولم يقولوا بذلك في الزكاة، ولا في الصيام، ولا في الحج، وما إلى ذلك؛ فعلينا إذن -أيها الإخوة الكرام- أن نهتم بهذا الركن العظيم، وأن نهتم عمومًا بجميع أركان الإسلام، ولكن نعرف لكل شيء قدره.

الركن الثالث من أركان الإسلام؛ الزكاة

أنتقل بعد ذلك إلى العنصر الثالث في هذا اللقاء، وهو في الركن الثالث من أركان الإسلام، والركن الثالث من أركان الإسلام هو الزكاة، وهذا العنصر يشتمل على النقاط التالية:

أ- أهمية الزكاة، ووجوب إخراجها:

الزكاة قرينة الصلاة في آي القرآن الكريم، وأحاديث النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- والزكاة فريضة اجتماعية سامية تشعر المؤمن بسمو أهداف الإسلام من عطف ورحمة، وحب، وتعاون بين المسلمين، وليس لواحد ملة، أو فضل فيما يقدمه من مال، إنما هو حق واجب لأن المال في الحقيقة مال الله -تبارك وتعالى- وقد استخلف عبده فيه، وقد أشار القرآن إلى ذلك، فقال سبحانه: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} (النور: من الآية: ٣٣) وقال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (الحديد: ٧).

ولأهمية الزكاة قاتل أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- بعض قبائل العرب عندما منعوا زكاة أموالهم، وقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، وتابعه الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- على ذلك، ولقد توعد الله -سبحانه وتعالى- من بخل عن الإنفاق، فقال: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة: من الآية: ٣٤) وتجب الزكاة على المسلم إذا بلغ نصابًا من أي نوع من أنواع المال الزكوي إذا حال عليه الحول ما عدا الحبوب والثمار، فإن الزكاة تجب فيها عند نضجها، وتمام استوائها، وإن لم يحل عليها الحول.

<<  <   >  >>