للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجب على المسلم العاقل البالغ الحر المستطيع، ويصح من الصبي، ولكن لا يسقط عنه بذلك فرض الحج إذا بلغ واستطاع، والمرأة التي ليس لديها محرم يرافقها في الحج أو العمرة لا يجب عليها ذلك؛ لصحة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن سفر المرأة بدون محرم.

والحج مؤتمر إسلامي يلتقي فيه المسلمون حيث يأتون إليه من كل فج عميق، ومن سائر أرجاء الدنيا من جنسيات مختلفة، وألوان متعددة، ولغات كذلك كثيرة، ومع هذا فهم يلبسون لباس واحدًا، ويقفون على صعيد واحد، والجميع يؤدي عبادة واحدة، لا فرق بين كبير ولا صغير، ولا غني وفقير، ولا أسود وأبيض، الناس سواسية -كما قال الله عز وجل-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: من الآية: ١٣).

والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعًا: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) وعن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)).

قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تبارك وتعالى- في كتابه (التحقيق والإيضاح): إن الله -عز وجل- أوجب على عباده حج بيته الحرام، وجعله أحد أركان الإسلام، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ثم ساق حديث الصحيحين السابقَ عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- وقد جاء فيه أركان الإسلام، ومن هذه الأركان: حج بيت الله الحرام، ويجب على من لم يحج، وهو يستطيع الحج أن يبادر إليه لما روي عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((تعجلوا إلى الحج -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)).

<<  <   >  >>