للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين يؤمنون بالرسول وبالرسالة التي حملها دون أن يطالبوا بمعجزة تشهد لها وله؛ لأن الخير التي تحمله رسالات الرسل إلى أقوامهم خير شاهد على أنها حق، وأنها من عند الله ولكن لا يرى هذا الخير إلا ذوو القلوب السليمة والبصائر المنيرة، وهذا كل خير يسوقه الله إلى عباده، يقع من الناس كما يقع الغيث من الأرض، ينفع أقوامًا ويضر آخرين، وتحيا به الأرض على حين لا تُمسك منه أخرى قطرة واحدة, وبالتالي أقول: إن الناس اختلفوا في قبول معجزات الأنبياء بين مكذب ومصدق، وكان اليهود على رأس المكذبين بمعجزات الأنبياء والمرسلين، فكذبوا بما جاء به موسى -عليه السلام- وبما جاء به عيسى -عليه السلام- وبما جاء به نبي الهدى والرحمة محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه.

المعجزة الخالدة القرآن الكريم

أنتقل بعد ذلك إلى العنصر الثاني من عناصر هذا اللقاء، وهو بعنوان "المعجزة الخالدة: القرآن الكريم" ويشتمل على النقاط التالية:

أ- القرآن الكريم معجزة النبي الأمين -صلى الله عليه وآله وسلم- لكل نبي آياته ومعجزاته التي يؤيد بها دعوى نبوته ورسالته؛ فما هي المعجزة أو المعجزات التي جاء بها خاتم الأنبياء وإمام المرسلين -سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- التي جاء بها لتقطع على الناس طريق الشك فيه وفيما يدعيه؟

لا شك عندنا في أن معجزة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- العظيمة الباقية الخالدة هي القرآن الكريم، كما صرح بذلك القرآن نفسه في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (العنكبوت: ٥٠، ٥١) فهذه الآية صريحة في قطع الكافرين عن البحث في آيات أخرى غير القرآن الكريم

<<  <   >  >>