للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الثاني: القول علم العلم بغير علم؛ ادعاء وتعالمًا، وقد قال الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-: ((المتشبع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور)).

أنتقل أيضًا بعد ذلك إلى رأي الأستاذ عبد الوهاب حمودة -رحمه الله تعالى- وكان أستاذًا بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وله عدد من المؤلفات الإسلامية، وقد عالج الأستاذ هذا الموضوع، وناقش أدلة المانعين لاستخدام العلم، وَبَيَّنَ أن العلم لا يتعارض مع كتاب الله -تبارك وتعالى- طالما أنه علم صحيح مبني على أسس عليمة سليمة فقال: والرأي الذي نميل إليه هو أننا في حاجة شديدة إلى أضواء من العلم تكشف لنا عن حِكَمٍ، وأسرار جاءت بها الآيات الكريمة، ولا ضرر من عدم قَصْرِ فهمه على ما عند العرب في علمها ومألوف معارفها؛ لأن القرآن الكريم أنزل للناس كافة يأخذ منه كل على قدر استعداده وحاجته، ما دام لا يتنافى مع ما قصده القرآن الكريم من الهداية؛ فكم من حكمة فيه إذا مستها يد العلم أسفرت أسرارها، وأبانت عن سر إعجازها، وسحر بيانها، وكل ما يساعد من العلوم على الكشف عن الأسرار الكونية، والدلالة على قدرة الصانع الحكيم، والإبانة عن مبلغ آياته، ونعمه، ولا يتعارض مع أسلوب اللغة، ومألوف تعبيرها من غير إغراب ولا تكلف، ولا إغراق في التأويل، وإسراف في التحديد، فهو مما يجوز أن يستخدم في فهم آيات القرآن الكريم؛ لا تفنى عجائبه، ولا تُحْصَى أسراره.

هذه أقوال بعض أهل العلم من المسلمين، سقتها هنا؛ لأرد بها على موقف أعداء الله من العلاقة بين القرآن الكريم والعلم، وأرد عليهم دعوتهم؛ بأن القرآن يتعارض مع العلم، وقد يسأل سائل:

ما هو القول الفصل في هذه القضية، وقد اختلف فيها بعض المسلمين؟

<<  <   >  >>