للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسأتكلم -إن شاء الله تعالى- عن هذه الخصائص أو المعالِمِ بشيءٍ من الإيجاز:

أولًا: مراعاة الأخلاق؛ تعلمون جميعًا أن للأخلاق منزلةً رفيعةً في الإسلام، ولها آثار ظاهرة في مختلف أنظمتِه، ومنها النظام الاجتماعي، فهذا النظام يمتاز بحرصِه الشديد على طَهارة المجتمع ونظافته من القبائح والرذائل، فالزنا محرم وعقوبته الجَلد والتغريب، أو الرجم على ما هو معلوم في حالاته.

والقذف -وهو رمي الغير بالزنا- محرم، وعقوبته الجلد؛ لئلا تعتاد الألسنة على هذا القول البذيء فَتَأْلَفُهُ، وفي هذا تلويثٌ للمجتمع، وتسهيل لوقوع الفاحشة؛ ولهذا كان عقابه غليظًا، ولكنه عادل، ويتفق ورعاية الأخلاق الفاضلة، وبَذاءة اللسان مثل السّباب والشتم محظورةٌ في الإسلام، وعقوبته التعزير.

والقمار بأنواعه محرم في شرع الإسلام، ولا يقره المجتمع الإسلامي، وشهادة الزور من الكبائر، والتجسس، والغَيبة، والنميمة، وكل ما يُوقع العداوةَ والبغضاءَ بين أفراد المجتمع منكراتٌ لا يقبلها النظام الاجتماعي في الإسلام.

والمعاملات يجب أن تقوم على الطُّهر، وحسن النية، والأمانة، فلا يجوز الخداع، والتضليل، والغش، والكذب في أيةِ معاملةٍ بين الناس، والمنكرات لا يجوز إقرارها في المجتمع أبدًا؛ لأنها كالجراثيم، إن بقيت انتشرت وصارت كالوباء؛ ولهذا يشدد الإسلام النَّكيرَ على مَن يظهر هذه المنكرات، أو يتكلم بها إذا جرَّه الشيطان إليها، ويجعل إعلانها والتحدث بها جريمة ثانية.

فقد جاء في الحديث: ((أيها الناس، من ارتكب شيئًا من هذه القاذورات فاستتر فهو في سِتر الله، ومن أبدى صفحتَه أقمنَا عليه الحد)).

وفي النظام الاجتماعي الإسلامي جملةٌ من الوسائل الوِقائية التي تقي المجتمع من الأسواء والمنكرات، وتسدُّ المنافذَ والثغراتِ في وجه الشيطان، وهذه الوسائل لازمة، ولا يجوز تجاوزُها، فلا يجوز للمرأة -مثلًا- أن تخلوَ برجل غير زوجها أو من محارمها، وإذا خرجتْ من بيتها فيجب أن يكون لباسُها شرعيًّا.

<<  <   >  >>