للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متكاملين، يجب على المسلم أن يتعلمهما معًا في وقت واحد، فالعلم في الإسلام علم مطلق، ينطبق على علوم الدين وعلوم الدنيا النافعة في وقت واحد.

لقد أصبحت المدارس في مختلف مراحل التعليم في البلاد العربية وكذلك الجامعات العربية، تضم أعدادًا هائلة من الطلاب، وهذه الأعداد الهائلة من المتعلمين في المدارس والمعاهد والجامعات، وهم في ازدياد مطرد عامًا بعد عام، إذا ما وجدت التوجيه الإسلامي الرشيد في التعليم الذي يتلقونه حسب روح المسجد، فإنه يكون منهم مجتهدون في الدين، والمبدعون في علوم الدنيا، والدعاة إلى الله - تبارك وتعالى- على هدًى وبصيرة.

إذن، فالدعوة إلى إعادة الاعتبار لدور المسجد التربوي في الإسلام، ليس معناه إغلاق الجامعات والمدارس، ولا إغلاق ثانويات التعليم العام أو الفني، والاستعاضة عنها بالتعليم المسجدي وحده؛ إذ لا يمكن أن يفكر في هذا أحد، وإنما المقصود هو نقل روح المسجد ورسالته التربوية والأخلاقية والتوجيهية إلى المعاهد المذكورة؛ حتى تستطيع أداء رسالتها في التربية والتكوين والإعداد لأبناء المسلمين على الوجه الأفضل.

دور المسجد في المجتمع المسلم

"دور المسجد في المجتمع المسلم" ويشتمل على النقاط التالية:

أ- دور المسجد في الدعوة إلى الله -تبارك تعالى-:

عمّار المساجد هم -بفضل الله ورحمته- خيرة المسلمين، وأحرصهم على إرضاء الله -تبارك وتعالى- وارتيادهم لبيوت الله دليل خير وصلاح، والله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة: ١٨).

فهؤلاء صفوة المسلمين، فماذا يجب على الدعاة نحوهم؟

<<  <   >  >>