للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- دور المسجد في التوجيه الاجتماعي للمجتمع المسلم:

المسجد يؤدي في المجال الاجتماعي دورًا هامًّا بالنسبة للمجتمع الإسلامي، حيث كان -ولا يزال- يعمل على المحافظة على تماسك الأسرة الإسلامية، والأمة الإسلامية كذلك، عن طريق ما يلقى فيه من محاضرات وخطب تتناول اهتمامات الشعوب الإسلامية في كل شأن من شئون الحياة، ولعل من أبرز المجالات التي ينبغي أن يقوم بها المسجد في العصر الحديث، هو أن يكون محورًا لمجموعة من الخدمات الخيرية؛ لحاجة الناس إلى ذلك، خاصة في البلاد الفقيرة أو التي يوجد فيها قوم دخولهم محدودة.

وعليه يجب على الدعاة أن يحاولوا أن يُوجِدوا إلى جوار المسجد خدمات اجتماعية خيرية، كأن يوجِدوا -مثلًا- مستوصفًا طبيًّا؛ لمعالجة المرضى أو يوجدوا ناديًا للشباب، يمارسون فيه الرياضة البدنية الخفيفة، والنشاطات الثقافية والترفيهية البريئة من المنكرات، وقد أشرت إلى ضرورة وجود مكتبة في المسجد، وعليهم أيضًا أن يحاولوا إيجاد مكان يجتمع فيه رواد المسجد؛ ليعرضوا عليهم الأفلام العلمية والاجتماعية والتربوية الهادفة، حتى نستفيد من التقنية الحديثة الموجودة، وإلى غير ذلك من النشاطات الأخرى.

وبذلك يَسترجع المسجد دوره التوجيهي الهام في المجتمع، حسب متطلبات العصر الحديث.

ولذلك ينبغي إعادة النظر في هندسة بناء المساجد في وقتنا الحاضر؛ حتى تكون وافية بالأغراض الاجتماعية النافعة للجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية وهى العبادة والتوجيه الديني.

وأود أن ألفت النظر هنا إلى أمر آخر، وهو: أنه قد انتشر في عصرنا ظاهرة الدروس الخصوصية للطلاب في مختلف المراحل التعليمية، وأولى بالمسجد أن ينشط إلى

<<  <   >  >>