للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأجهزته ووسائله ونظرياته وتقنياته الحديثة كان غير معروف وقت نزول الوحي على صاحب الرسالة -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا أنه بتطبيق المقاييس العلمية الحالية على الدور الملقى على عاتق الدعوة الإسلامية.

نستطيع أن نقول: إن الإعلام كان -ولا يزال- أداة هذا الدين ودعامته الرئيسية، ولم نتجاوز الحقيقة -إذا سمينا الأشياء بمسمياتها الصحيحة- حين أقول: إن الدين الإسلامي دين دعوة، والدعوة عمل إعلامي، بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى في أذهان أساتذة وخبراء الإعلام والاتصال بالجماهير؛ ذلك أن الدعوة ما هي إلا عمل إعلامي، يخاطب العقل ويستند إلى المنطق والبرهان، ويعمل على الكشف عن الحقيقة.

وإذا استعرضنا التعريف العلمي للإعلام؛ نجد أنه يكاد يكون متطابقًا مع مفهوم الدعوة بمعناها الأصيل: فالإعلام هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة؛ بهدف تكوين رأي عام صائب في واقعة من الوقائع، أو حادثة من الحوادث، أو مشكلة من المشكلات.

ولكي تتضح لنا مكانة الإعلام في الدين الإسلامي؛ فإننا لن نذهب بعيدًا لنؤكد هذه الحقيقة، ولكنها ستبرز لنا من خلال استعراضنا للحقائق الإعلامية الحديثة والحقائق الدينية الثابتة، التي تؤكد المكانة المرموقة والأهمية البارزة للعمل الإعلامي في الإسلام، وذلك بشيء من التفصيل ويمكن ذكر ذلك والإشارة إليه في الحقائق التالية:

أولًا: الحياة الإعلامية الحافلة، التي عاشها رسول الإسلام محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والداعي الأول لهذا الدين، قد حقق منجزات مذهلة في حقل الدعوة الإسلامية؛ وذلك استجابة لنداء ربه، وتحقيقًا للمهمة التي كلفه به، وقد أنجز الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في عشرين عامًا من حياته، ما عجزت عن إنجازه قرون من جهود غيره.

<<  <   >  >>