للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المساعدة على الجهاد أيضًا -أيها الإخوة الكرام-: أن يتبرع الإنسان بالدم، فالتبرع بالدم كالتبرع بالمال سواء بسواء، وهو من المساعدة على الجهاد في سبيل الله -تبارك وتعالى.

ومن المساعدة أيضًا: حراسة أجهزة الدولة من تخريب العدو، والتصدي لدعايات العدو وإشاعات المنافقين والمغرضين، ومن ثَمّ كشفها والرد عليها بالكلمة الواضحة.

ويتحقق الجهاد أيضًا بالعمل البناء لإقامة التضامن الإسلامي، وتكتيل جهود المسلمين، وتوطيد أواصر المحبة بينهم، وتوجيه قواهم المادية والمعنوية لمقاومة العدو المتربص بالمسلمين الدوائر، وعلى المؤمنين أن يحفظوا أسرار المجاهدين كي لا تتسرب للعدو، وأن يعملوا رعاية أسر المقاتلين والشهداء بأي نوعٍ من أنواع الحماية والإحسان، وذلك تصديقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخيرٍ فقد غزا)) وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يكن يدخل بيتًا بالمدينة غير بيت أم سُليمٍ -رضي الله تعالى عنها- إلا على أزواجه؛ فقيل له في ذلك -يعني: قيل له: لِمَ تدخل بيت أم سُليمٍ؟ - فقال: ((إني أرحمها، قُتِلَ أخوها معي)) وهذا أيضًا لون من المساعدة في سبيل الله -تبارك وتعالى- وذلك بالمواساة، وتقديم المساعدة بأي لونٍ من ألوان التقديم.

وأحب أن أشير للمستمع الكريم إلى أن الإمام ابن القيم -رحمه الله تبارك وتعالى- ذكر كلمات عن مراتب الجهاد في سبيل الله -عز وجل- وهي تدخل تحت أنواع الجهاد، وسأشير إليها الآن إشارة يسيرة خفيفة كي أبصر إخواني بأن الجهاد لا يقتصر على الجهاد بالنفس فقط كما ذكرت آنفًا، وإنما يتعداه إلى أمورٍ أُخر.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تبارك وتعالى-: "الجهاد أربع مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين".

<<  <   >  >>