للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي أواخر القرن الرابع بدأ الضعف يدب في نشاط أهل الحديث، وقد بلغ منتهاه في القرن التاسع الهجري؛ نظرًا لانتشار الخلافات السياسية والعصبيات، وظهور فتنة الباطنية الإسماعيلية التي جرَّت على أهل السنة الفتن والمشاكل؛ فقل الاهتمام بالسنة وفشا التقليد والتعصب للمذاهب والجمود عليها، وساد علوم اليونان، مع هذا كله؛ وُجِدَ في شبه القارة الهندية عدد من علماء أهل الحديث، من تلاميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني، والإمام السخاوي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وغيرهم حيث ظلوا محافظين على منهج أهل الحديث.

وأهل الحديث في شبه القارة الهندية في العصر الحديث كان لهم ظهور واضح مع بداية القرن الحادي عشر الهندي، حيث بدأ دور جديد لأهل الحديث، وذلك حينما ظهر الشيخ أحمد السرهندي -رحمه الله- المتوفى سنة ألف وأربعة وثلاثين هجرية، وقويت في عهد أنجال الإمام شاه ولي الله المحدث الدهلوي هادي الحركة، وكانت جهودهم في هذه الفترة مرتكزة على ثلاثة ميادين رئيسية:

الأول: ميدان الجهاد:

حيث لم تقتصر حركة شاه إسماعيل الدهلوي على إحياء العمل بالكتاب والسنة، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، والقضاء على التعصب المذهبي والجمود والبدع والعقائد الباطلة فقط؛ بل قادت حركة الجهاد ضد السيخ والاستعمار الإنجليزي، وبخاصة في الحدود الشمالية للهند إلى أن رحل الاستعمار الإنجليزي من الهند، وذلك في عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين ميلادية.

وبعد تقسيم القارة إلى "الهند" و"الباكستان" واصل المجاهدون جهادهم وفتحت أحد كتائبهم مدينة "مظل آباد" وتحت قيادة الشيخ فضل إله الوزير أبادي فتحت باقي الرقعة التي تشكل كشمير الحرة الآن.

<<  <   >  >>