للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أفكار هذا الحزب: الدعوة لنشر الإسلام، ونشر الإسلام لا يكون إلا بإقناع العقول وتأليف القلوب، ولا إكراه في الدين، أما الجهاد في سبيل الله فهو القتال في سبيل الله لدفع الظالمين المتكبرين، والدفاع عن المظلومين المستضعفين، كما يرون -وقد أصابوا في ذلك- أن العلم حق عام، وأن العلم بأصول الدين فرض عين على المسلمين، وأن الحرية حق عام، وهي مصونة في التفكير والتعبير والمعتقد والتأليف والنشر، وتأليف التجمعات النقابية والنسائية، ما لم يتعارض شيء من ذلك مع الإسلام، ويرون أن المرأة كالرجل، تتساوى معه في الحقوق والواجبات، وفي بناء المجتمع وتوجيهه، وأما التمييز القائم بينهما كما جاء به الإسلام فهو حق يعملون به ويرونه بأنه من الفرائض الشرعية التي فرضها رب العزة والجلال سبحانه، وذلك بسبب التكوين الخِلْقِيِّ والوظيفة الاجتماعية للمرأة -كما هو معلوم من خلال هدي الإسلام.

ويرون أن الأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع السليم، وينبغي دعم الأسرة وتقوية الروابط بين أفرادها والتشجيع على النسل والزواج بتيسير أسبابه وتوفير مطالبه، وعلى كلٍّ فالحزب الكردستاني الإسلامي يرجع في أصوله الفكرية والعقائدية إلى الإسلامِ السنيِّ بوجه عام، وإن كان يوجد بينهم من يخالف هذا المنهج، وأما أصولهم الحركية والدعوية فترجع إلى حركة "الإخوان المسلمين"، وهم في الفقه يتبعون مذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام الشافعي هو مذهب عامة الأكراد تقريبًا.

والحزب الكردستاني -مع ذلك- ليس حزبًا قوميًّا كما يوحي اسمه، وإن كان هدفهم هو إنشاء دولة إسلامية كردية في منطقة كردستان، تحكم الإسلام في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وينتشر الحزب الإسلامي في جميع مناطق كردستان في كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران.

ونسأل الله -عز وجل- لهم التوفيق والسداد، وأن يلتزموا تمامًا بمنهج الكتاب والسنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <   >  >>