للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحانه- أنه سيريهم الآيات الأفقية والنفسية المبينة؛ لأن القرآن الذي أخبر به عباده حق، فتطابق الدلالة القرآنية، وتصادق أيضًًا العقل مع ذلك أمر مطلوب.

ويقول أيضًًا -رحمه الله-: كل من كان إلى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أقرب؛ كان أقرب إلى كمال التوحيد والإيمان والعقل والعرفان، وكل من كان عنهم أبعد؛ كان عن ذلك أبعد.

ويقول أيضًًا: فما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق محض، يتصادق عليه صريح المعقول وصحيح المنقول، والأقوال المخالفة لذلك -وإن كان كثير من أصحابه مجتهدين مغفور لهم خطأهم- فلا يملكون نصرها بالأدلة العلمية، ولا الجواب: عما يقدح فيها بالأجوبة العلمية؛ فإن الأدلة العقلية الصحيحة لا تدل إلا على القول الحق، والأجوبة الصحيحة المفسدة لحجة الخصم لا تفسدها إلا إذا كانت باطلة؛ فإن ما هو باطل لا يقوم عليه دليل صحيح، وما هو حق لا يمكن دفعه بحجة صحيحة، ويقول أيضًًا -رحمه الله-: فإن الشرع قد جاء بعقوبة غير المكلفين في دفع الفساد في غير موضع، والعقل يقتضي ذلك لحصول مصلحة الناس، فهنا يبين -رحمه الله- وجود تلازم شديد بين العقل والنقل، وأنه لا يمكن أبدًًا أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح، وأن الطريق الشرعي يوجب النظر فيما جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- والاستدلال بأدلة النبي -عليه الصلاة والسلام- وعلى العبد أن يعمل بموجب هذه الأدلة، وهذا الطريق الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم من الشرع هو أيضًًا- متضمن للأدلة العقلية والبراهين اليقينية؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- بين بالبراهين العقلية ما يتوقف السمع عليه، والرسل بينوا للناس العقليات التي يحتاجون إليها، كما ضرب في القرآن من كل مثل:، وهذا هو الصراط المستقيم الذي أمر الله عباده أن يسألوه هدايته.

<<  <   >  >>