للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد دافع شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى- عن منهج السلف في سائر كتبه وبين ضلال المتكلمين وفساد ما هم عليهم في هذا الباب العظيم، ألا وهو باب: أسماء الله -تبارك وتعالى- وصفاته، وقد بين ابن تيمية -رحمه الله- أن تأويل الصفات باطل، وأنه لا يجوز، أو أن التفويض في المعنى لا يجوز، وقد رد في ذلك على الفلاسفة والجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية وغيرهم من طوائف المتكلمين الذين انحرفوا عن منهج الحق والصواب في مسألة أسماء الله -تبارك وتعالى- وصفاته.

كان ابن تيمية -رحمه الله- يثبت جميع ما جاء به النص عن الله -تبارك وتعالى- في هذا الباب وإثباته كان إثباتًا بلا تجسيم ولا تشبيه، فكان يعارض ويرد على المشبهة المجسمة، وإن رماه بعض الناس بذلك، فهذا افتراء منهم عليه -رحمه الله تبارك وتعالى- فهو من أفضل الناس الذين سلكوا مسلك السلف في هذا الباب، ومن أفضل الناس الذين عرفوا الاعتقاد الصحيح أيضًًا في هذا الباب -رحمه الله تبارك وتعالى.

جـ- خلاصة أعماله -رحمه الله-:

بعد ذكري الطويل في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية أود أن أذكر كلمة يسيرة عن خلاصة أعماله -رحمه الله- وهذه الخلاصة تحدث عنها كثير من أهل العلم، تحدث عنها الحافظ ابن عبد الهادي -رحمه الله تبارك وتعالى- وغيره، ومما قال الإمام الحافظ ابن عبد الهادي -رحمه الله- في بعض أعمال ابن تيمية، قال: أملى شيخنا المسألة المعروفة بالحموية سنة ثمان وتسعين، يعني: ثمان وتسعين بعد الستمائة، في قعدة بين الظهر والعصر، وهو جواب سؤال ورد من حماة في الصفات وجرى له بسبب ذلك محنة، ونصره الله وأذل أعدائه، وما حصل له بعد ذلك إلى حين وفاته من الأمور والمحن والتنقلات يحتاج إلى عدة مجلدات. هذه كلمة يسيرة من كلمات الإمام ابن عبد الهادي -رحمه الله- عن شيخ الإسلام ابن تيمية، استفدنا منها أنه ألف ما يعرف بالعقيدة الحموية أو

<<  <   >  >>