للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض المصادر إلى أنه درس على علماء الحرمين، وهذا يعني: أنه درس في كل من مكة والمدينة، ولكن عدم ذكر المصادر لأي عالم درس محمد بن عبد الوهاب عليه في مكة يرجح أنه لم يدرس فيها مدة تستحق العناية والبحث.

وهنا قال الدكتور صالح العبود -رحمه الله-: ولكني وجدت في بعض المصادر أن الشيخ أخذ عن الشيخ عبد الله بن سالم البصري، وهو مكي، وأذكر هنا من هو الشيخ عبد الله بن سالم البصري، فهو: الشيخ عبد الله بن سالم بن محمد بن سالم بن عيسى البصري أصلًا، المكي مولدًا ومدفنًا، الشافعي مسند الحجاز، عمدة المحققين ولد -رحمه الله- سنة ألف وخمسين، وقد تأهل للعلم في مكة ومات فيها، وقد ترجم له العلامة الشيخ عابد السندي الحنفي فقال: وأما إمام الحديث والمقدم في عصره، الشيخ عبد الله بن سالم البصري، فهو إمام عصره، إلى أن قال: جمع في علم الحديث بين الرواية والدراية وبلغ من التحقيق أكمل غاية، وصنف التصانيف الفائقة، وقرأ في المسجد الحرام عدة كتب، من جملتها البخاري ومسلم، والسنن الأربع، وقرأ البخاري أيضًًا بتمامه في جوف الكعبة الشريفة مرتين، وقرأ مسند الإمام أحمد -رحمه الله تعالى جميعه في الروضة الشريفة في ستة وخمسين مجلسًا سنة ألف ومائة وإحدى وثلاثين.

وقد ذكرت عن هذا الشيخ لأبين أن الشيخ عبد الله بن سالم البصري أصلًا، المكي مولدًا، الذي درس عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان عالمًا، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب إذن قد درس على أئمة ورموز أهل العلم في عصره -رحمه الله تبارك وتعالى- وهذا الشيخ عبد الله بن سالم يعتبر هو الشيخ الثالث للشيخ محمد بن عبد الوهاب، بعد شيخه الأول: أبيه عبد الوهاب، وشيخه عمه الثاني: إبراهيم ابني الشيخ سليمان بن علي علامة نجد،

<<  <   >  >>