للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكرت ترجمتهما وأشرت إليهما قبل قليل.

أما شيوخ الشيخ في المدينة النبوية، فكان على رأسهم الشيخ العالم عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف رؤساء بلدة "المجمعة" ووالد إبراهيم مصنف (العذب الفائض شرح ألفية الفرائض) الشيخ محمد بن عبد الوهاب درس على هذا العالم -رحمه الله تبارك وتعالى- وكان في المدينة المنورة، حيث كانت المدينة المنورة ملتقى العلماء وطلاب العلم من مختلف الأقطار الإسلامية، وكان بعض هؤلاء يأتي إليها فيستقر فيها، وكان بعضهم يأتي إليها فيقيم فيها فترة ثم بعد ذلك يغادرها إلى وطنها، وقد ضمت في تلك الفترة بالذات علماء درس عليهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتأثر بهم عدد ممن أصبحت لهم أدوار مهمة في بلدانهم.

وأيضًا الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تبارك وتعالى- أخذ عن الشيخ هذا العالم عبد الله بن إبراهيم وهو شيخه الرابع، أخذ عنه العلموجالسه كثيرًا وصارت بينهما محبة، وكان الشيخ بمحمد بن عبد الوهاب حفيًًّا، وبذل جهدًًا كبيرًا في تثقيفه وتعليمه، وكان من أكبر عوامل توثيق الروابط بينهما وتمكين المحبة، توافق أفكار الشيخ ومبادئه مع تلميذه في عقيدة التوحيد، والتألم مما عليه أهل نجد وغيرهم من عقائد باطلة زائفة، وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن شيخه هذا: كنت عنده يومًًا، فقال لي: تريد أن أريك سلاحًا أعددته للمجمعة، قلت: نعم. فأدخلني منزلًا عنده فيه كتب كثير، وقال: هذا الذي أعددنا لها.

وقد ذكرت ذلك في بداية الحديث عن الشيخ -رحمه الله- وقد استفاد الشيخ بن عبد الوهاب من هذا العالم في علم الحديث وأجازه، وقد أجازه أيضًًا الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف في كل ما حواه ثبت الشيخ عبد الباقي أبي المواهب الحنبلي قراءة وتعلمًا وتعليمًا من "صحيح البخاري" بسنده إلى مؤلفه، وصحيح

<<  <   >  >>