للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك هناك خزنة للجنة، وخزنة للنار، فخزنة الجنة يكونون فيها، ومع أهلها، ولهم أعمال يسندها رب العزة والجلال -سبحانه وتعالى- إليهم، ورئيسهم رضوان -عليه السلام.

وللنار أيضًا ملائكة وهم الزبانية، وهم تسعة عشرة ملكًا، وكلهم الله تعالى بالنار، فهم خزانها، يعذبون فيها أهلها، قال تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (المدثر: ٢٦ - ٣١) ورئيس هؤلاء الخزنة يدع مالكًا.

قال تعالى في الحديث عن أهل النار: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} (الزخرف: ٧٧ - ٧٨).

أيضًا الكرام الكاتبون، وعملهم كتابة أعمال البشر، وإحصائه عليه؛ فعلى يمين كل مكلف ملك يكتب صالح أعماله، وعن يساره مالك يكتب سيئات عمله، قال الله -تبارك وتعالى- في كتابه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} (الانفطار: ١٠ - ١٢).

وفي الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إذا قام أحدكم إلى صلاة، فلا يبزق أمامه، فإنه يناجي الله تعالى، ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكًا، ليبزق عن يساره، أو تحت قدمه)).

كذلك أيضًا من أعمال الملائكة، حفظ الإنسان من الجن، والشيطان، والعاهات والآفات، قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (الرعد: من الآية: ١١) قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في تفسير الآية: ملائكة يحفظونه من بين يديه، ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله خلوا عنه.

<<  <   >  >>