للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الملإ دون استحياء، كمن يشرب الخمر على قارعة الطريق، أو يؤذي النساء ويطاردهنّ ويلاحقهنّ لحمْلِهنّ على الفاحشة، أو من يتعاطى الربا ويتعامل به عطاءً أو أخذاً واشتهر ذلك عنه، فعلى المحتسِب أن يستنجد بوليّ الأمر لِمنْعه عن ارتكاب المنكرات بوسائل المنع التي سنذكرها في موضعها -إن شاء الله-.

وهذا واجب شرعيّ على الولاة، وفرضٌ دينيّ عليهم، لا يتقاعسون عنه ولا يُهملون مواجهته لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته: فالحاكم راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ... )) الحديث.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمّا استرعاه، أحفِظ أم ضيَّع)).

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:٩٠).

وقال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: "إنّ الله يَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

٢ - المأمورات والمَنهيّات

تابع: أصناف الناس الذين يُوجّه إليهم الأمْر بالمعروف والنّهي عن المنكر

الصنف الثالث:

جماعة من المسلمين على علْم بالعقائد الإسلامية، غير أنّ عندهم وعياً غير كامل ومعرفة ناقصة، لأحكام الشّرع وأوامر الله ونواهيه. ونتيجة لهذا الجهل تغلبهم أهواؤهم وشهواتهم، فيجنحون لارتكاب المعاصي. وأمثال هؤلاء ينبغي على الدّعاة تثبيتُ عقائدهم وتعميقها، وتكميل معارفهم بالإسلام وأحكامه وشرائعه، والانتقال بهم من تديّن العادة إلى تديّن العبادة، ليستشعروا حلاوة الإيمان ولذّة الطاعة، بعدما ذاقوا مرارة المعاصي وآثارها السّيِّئة؛ فتؤثّر فيهم الموعظة الحسنة، وتستميلهم الكلمةُ الطّيبة، حيثما يتمّ فتح أبواب الأمل في

<<  <   >  >>