للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالحسنى، أو بالتهديد، أو بالضرب، حسب واقع الحال، ووفْق مروءة العاصي أو عدم مروءته، ومدى درجة استجابته.

ثانياً: التغيير باليد حقّ لوليّ الأمْر، أو لِمن ينوب عنه، كالشّرطة أو المحتسِب. فمِن التّغيير باليد: إقامة الحدود على مَن خرج من شريعة الله، أو ارتكب معصية تستوجب حداً كالزنى، والسرقة، والغصب، وقطْع الطريق، وشُرب الخمر ... إلخ.

وهذه إحدى المهام الرئيسة للحاكم: أن يحافظ على المجتمع ويؤمِّنه بإزالة المنكرات والتّصدي للمعاصي، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:٩٠).

ولقد مارس الأنبياء والمرسلون التغيير باليد حيثما تمكّنوا من ذلك، وحسب الجهد والطاقة. والأمثلة على ذلك كثيرة، منها:

١ - إبراهيم -عليه السلام- حطّم الأصنام بحيلة تَكشف سوأة القوم، وتفضح عبادتهم للأصنام. ونرى حِكمته -عليه الصلاة والسلام- في إزالة المُنكَر؛ فهو لم يُعلن أنه عازمٌ على فِعْله، ولم يتحرّك أمام أعينهم، لأنه ليس معه من الجند والأعوان مَن يَحمونَه أثناء التنفيذ، بل اتّجه لتحطيمها بعد انصرافهم عنها، ووضَع الفأس على عاتق أكبر الأصنام تمويهاً واستهزاءً لهم. قال تعالى مبيِّناً ما فعَله إبراهيم -عليه السلام-: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا

<<  <   >  >>