للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنقلب حياة الأمن إلى فوضى تؤدي إلى الفتن بسبب إقدام آحاد الأمّة غير المكلَّفين من قِبَلِ وليّ الأمر بالتصدي للمنكرات وإزالتها بالقوة، فهذا تكليف بما لم يكلَّفوا به، وتحميل للنفس فوق طاقتها. وقد يوردها موارد التّهلكة إذا تصدّى الإنسان للمنكرات والمعاصي دون قوة تحميه، أو قانون يُسنده، أو هيئة تشدّ من أزره.

ثانياً: التّغيير بالقول:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (( ... فمَن لم يستطعْ فبِلِسانه)).

إن التّغيير بالقول هو جوهر الدّعوة إلى الله والتي تقوم على:

١ - التبليغ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (المائدة:٦٧).

٢ - التذكرة، قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} (الغاشية:٢١،٢٢).

٣ - النصيحة، قال تعالى على لسان هود -عليه السلام- لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (الأعراف:٦٨).

٤ - الوعظ، قال تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} (البقرة:٢٧٥)، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} (سبأ:٤٦).

كلّ هذه الألفاظ تنطلق من قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:١٢٥).

<<  <   >  >>