للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفتن. وصمَتَ صوتُ العقل والحِكمة، وعلا زئير جند الباطل وحزبه؛ وما ذلك إلاّ بسبب تخلِّي المسلمين عن واجب الدّعوة إلى الله لإصلاح ذات بينهم وهداية غيرهم إلى الطريق المستقيم. قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة:٢٥٧).

ثالثًا: الإفساد المادي:

لقد جُبل الإنسان على حبّ المال وجمْعه قال تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} (الفجر:١٩، ٢٠).

ومن خلال حبّ الإنسان للمال، فإن الشيطان يُزيِّن لابن آدم جمْعه بكافة الطُرق غير المشروعة، كالربا، والسرقة، والغصب، وأكل مال اليتيم، والاحتكار، والاستغلال، إلى غير ذلك من الوسائل المحرّمة. ولقد أصبح ميدان المال ميداناً فسيحاً للشيطان يعيث فيه فساداً. ولم يكن العالَم الإسلامي بمنأى عن هذا الفساد، فقد أصابته العدوى، وحلّ بدياره الأنظمة المالية والرّبوية ممّا هدد استقلالها. قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة:٢٦٨).

رابعًا: الإفساد عن طريق المرأة:

لقد كان من آثار عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أن استطاع الشيطان وحزبه من شياطين الإنس، الاستحواذ على قلْب المرأة وعقلها، فانحرفوا بأنوثتها، وأفسدوا فطْرتها وما جُبلت عليه من حياء؛ فزيّنوا لها التبرج والسفور،

<<  <   >  >>