للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد توثّقت هذه الصِّلة وقويت تلك الرابطة بالعهد والميثاق الذي أخذه الحقّ -سبحانه وتعالى- على جميع الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، إن أدركوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يؤمنوا به، وينصرونه ولا ينابذونه العداء قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران:٨١).

وقد وُثِّق هذا العهد باللقاء المباشر بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين الأنبياء والمرسلين ليلة الإسراء والمعراج، حيث استقبلوه بالحفاوة والتّرحاب قائلين له: ((مرحباً بالأخ الصالح، والنّبيّ الصالح. نِعْم المَجئ جئتَ)). وقد صلّى بهم إماماً.

ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال:

أسرى بك اللهُ ليلاً إذ ملائكُهُ ... والرّسْل في المسجد الأقصى على قَدمِ

لما خطرتَ بهم التفّوا بسيِّدهم ... كالشّهْب بالبدر أو كالجند بالعلَمِ

صلّى وراءك منهم كلُّ ذي خطر ... ومن يفز بحبيب الله يأتمِمِ

ولقد هيمن الإسلام على الرسالات السابقة، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} (المائدة:٤٨).

فالهيمنة على الكتب السابقة كما قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "أي: مؤتمن عليهم".

وهيمنة الإسلام على الشرائع السابقة تكون بما يلي:

أولاً: نسخ الإسلام لبعض التشريعات التي جاءت بها الأديان السابقة.

<<  <   >  >>