للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدين معجزته قائمة ومحفوظة، وهي: القرآن الكريم، دِين كلّ عبادة فيه تنبض بالحركة وتُدير سفينة الحياة على الوجه الأمثل والأكمل.

إنه منذ أشرقت شمس الإسلام على الدنيا، وبسط جناحيْه بالقرآن والسُّنّة على العالَم، والأديان السابقة تعيش في كنفه، وتحظى برعايته، ما دامت تحفظ العهد وتصون الودّ، ولا تفكّر في العدوان عليه. وما كان غير المسلمين يحلمون يوماً أن تكون لهم هامة تقترب من هامة الإسلام، وما فكّروا يوماً أن يقفوا منه موقف النِّدّ للنِّدّ، لأنهم يعرفون حقيقة ما بين أيديهم من دِين انقطعت صلته بوحي السماء، ولا يُعلم عن مصادره شيء، ويعلمون حق العلْم ما لدى المسلمين من دين موصولٍ بالسماء في كل لحظة. قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (الأنعام:٢٠).

ولكن للأسف تطوّع بعض العلماء من المسلمين -إمّا جهلاً، أو نفاقاً، أو طمعاً في منصب، أو عَرَض من أعراض الدنيا-، فأنزلوا الإسلام الشامخ من عليائه، ليضعوه في مصافّ أديان فقَدت أصولَها، وضعفت فروعها، حتى وجدنا بعضَهم يتأوّل في تفسير النصوص، ويلوي عنق الأدلة، ليوافق أهواء الآخَرين في وضْع أديانهم على قدَم المساواة بالإسلام. وهم بهذا يُنكرون أمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو: نسْخ الإسلام لكلّ الديانات السابقة، وختْم نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- لكلّ النبوات والرسالات.

فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنّ الرسالة والنبوّة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبيّ)). قال: فشق ذلك على الناس. فقال: ((ولكن المبشّرات)). قالوا: يا رسول الله. وما المبشِّرات؟ قال: ((رؤيا الرّجل المسلم، وهي جزءٌ من أجزاء النبوة) رواه الترمذي وقال: "صحيح غريب".

<<  <   >  >>