للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: تعدّد أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصفاته، ممّا يُنبئ عن رِفعة قَدْره وشَرف ما يَدعو إليه، قال تعالى:

{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة:١٥، ١٦).

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} (الأحزاب:٤٥، ٤٦).

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (البقرة:٨٧).

ثانياً: وصف القرآن الكريم الرُّسُل بأنهم دعاة إلى الله، فلا سلطان لبشَر عليهم؛ فهم يَستمدّون قُوّتهم من وحي الله المنزّل عليهم، وبالمعجزات المؤيِّدة لهم، قال تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الأحقاف:٣١، ٣٢).

والدّعاة إلى الله يَستمدّون دَعْوَتهم من القرآن والسُّنّة، ويَعيشون بين رياض العِلْم وقُطوف المَعرفة؛ وهذا ممّا يُعلي شَأنهم ويَرفع قَدْرهم، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة:١١)، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر:٢٨).

فقد قَصر الحَّقُّ -سبحانه وتعالى- خَشيتَه وحصَرها في العلماء، لأنه كلّما ازدادت معرفة الإنسان ازدادت خَشيته لله وخوفُه منه، وكلما ارتبط الداعي بالقرآن زادت

<<  <   >  >>