للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- استحقاق غَضب الله وسَخَطه ولعْنَته، كما حَدَثَ لبني إسرائيل، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة:٧٨، ٧٩).

وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((والذي نَفسي بيده! لتأمُرُنَّ بالمَعْروف ولتنهَوُنَّ عن المُنْكر، أو ليوشِكَنّ الله أن يَبعث عَليكم عِقاباً منه، ثم تَدْعونه، فلا يُستجاب لكم))، رواه الترمذي.

وقد ساق القرآن الكريم قصّة قوم لوط، الذين فشا فيهم المُنْكر، وانتشَر بينهم الشُّذوذ، وعمَّت الفاحِشة في أندِيَتهم، فحلّت عليهم اللّعنة، ونزل بهم العذاب؛ قال تعالى: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} (العنكبوت:٢٨، ٢٩).

ولقد كان من طَبيعة هؤلاء القَوم: أنَّ الفاحِشة تُرتَكب عَلناً أمام أعينهم، دون إنكار أو اعتِراض، قال تعالى: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} (النمل:٥٤).

ولقد عاتَبهم لوط -عليه السلام- على تقاعُس العُقلاء في عَدم استنكار سلوكهم الفاضِح وأعمالهم القَبيحة، فقال تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} (هود:٧٨).

وكان عاقِبة التَّخاذل والتهاون في الأمر بالمَعْروف والنهي عن المُنْكر: أنْ حلّ بهم عذاب أليم بطَريقة انفردوا بها عن الأمم السابقة واللاحِقة، قال تعالى: {فَلَمَّا

<<  <   >  >>