للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (الجاثية:٢٣).

ولقد نهى القرآن الكريم عن اتّباع الهوى في الحُكم بين المُتخاصمِين، لِما يَنتج عن ذلك من ضَياع للحقوق، وتَبرئة الظالِم وإدانة المظلوم، قال تعالى: {فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} (النساء:١٣٥).

وقال تعالى لداود -عليه السلام-: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (ص:٢٦).

وقد حذَّر القرآن الكريم من مُصادقة الغافِلين عن ذِكْر الله، والتّابعين للأهواء، فقال تعالى: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} (الكهف:٢٨).

وبيّن القرآن الكريم الفَرق الشاسِع بين مَن يَضع مَنهج الله نصْب عَينيْه ويَجْعله وِجْهته وقِبلته، وبيْن مَن يَسير في الحَياة وفْقَ أهوائه وشَهواته، قال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} (محمد:١٤).

واتّباع الأهواء يَحجُب موالاة الله ونُصرته، قال تعالى لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، والأمّة يَشملها النَّهي إلى يوم القيامة: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:١٤٥).

وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} (الرعد:٣٧).

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يَكونَ هواه تَبَعاً لِما جِئتُ به)).

<<  <   >  >>