للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي البحث الثاني: (عبرة الاتفاقية العسكرية العربية قبل حرب ١٩٦٧ م) يرى أن ما لقيه العرب من إسرائيل في حروب: ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و ١٩٦٧ م خير حافز لوضع الوحدة العسكرية في حيز التنفيذ، فقد كان من جملة أسباب اندحار الجيوش العربية فيها، عدم وجود الوحدة العسكرية.

ويميز الكاتب بين التعاون العسكري، والوحدة العسكرية، فالأول يخضع للظروف والملابسات، بينما الوحدة العسكرية أمر وتنفيذ، وواجب وفرض، ولها خططها المرسومة، وإعدادها المسبق، وقيادتها الواحدة التي تعرف هدفها جيداً، وتسعى إلى تحقيقه.

تحدث الكاتب عن التعاون العسكري بين الدول العربية في تلك الحروب .. عن معاهدة الدفاع المشترك عام ١٩٥٠ م التي جعلت العمل العسكري وسيلة من عدة وسائل لصد الاعتداء الإسرائيلي، ولكن ليس في نصوصها ما يلزم الدول العربية باستخدام قواتها المسلحة للدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للعدوان، وهذا ما جعل بعض الدول العربية تتنصّل من تقديم المساعدات لمصر عندما تعرضت للعدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ م.

وهكذا أخفقت سائر أشكال التعاون العسكري ضمن الجامعة العربية وكل الاتفاقات الثنائية بين دول الجامعة، لأسباب، أهمها الخلافات العربية. وخلص المؤلف إلى:

١ - أن الجامعة العربية بأجهزتها الراهنة، لا يمكن أن تنهض بالوحدة العسكرية أو التعاون العسكري.

٢ - أن التعاون العسكري لن يكون مجدياً، ما لم توحّد الجيوش العربية وبكل ما في الوحدة العسكرية من معانٍ.

٣ - لا بدّ للوحدة العسكرية من قيادة سياسية.

<<  <   >  >>