للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن سعيد بن المسيب: "أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اختصم إليه مسلم، ويهودي فرأى عمر أن الحق لليهودي فقضى له به". وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين افتتح خيبر اشترط عليهم أن الأرض له، وكل صفراء، وبيضاء -يعني: الذهب، والفضة- وقال له أهل خيبر: نحن أعلم بالأرض فأعطيناها على أن نعملها ويكون لنا نصف الثمرة، ولكم نصفها)) أي: طلبوا منه المزارعة، والمزارعة أن يعطي المالك مالك الأرض الذي لا يحسن زراعتها، ولا يقوى عليها يعطيها لمن يحسن زراعتها، ويقوم عليها على أن ما يخرج منها يكون لهم على النصف أو غير ذلك مما يتفقون عليه.

فعمر اتفق معهم على أن له الأرض، وكل صفراء، وبيضاء فقالوا: "نحن أعلم بالأرض" يعني: نحن أعلم بالأرض، وزراعتها فنحن نزرعها، ولكم نصفها، ولنا نصف الثمرة فأعطاهم على ذلك فلما كان حين وقت الحصاد بعث إليهم عبد الله بن رواحة فحزر النخل أي: قدر النخل كم يأتي من هذا النخل من بلح، وهو الذي يدعونه أهل المدينة الخرص، الحزر: الخرص، فقال: فيه كذا، وكذا فقالوا: أكثرت علينا يا ابن رواحة، قالت اليهود لابن رواحة: أنت قدرت التقدير غير صحيح، وظلمتنا اعتديت علينا قلت: يأتي بكذا طن، وهو لا يأتي بها فقال: أنا أحزر النخل، وأعطيكم نصف الذي قلت قال: فقالوا: هذا الحق، وبه تقوم السماء والأرض، يعني: لما اعترضوا على ابن رواحة لما قدر النخل، وما عليها قالوا: ظلمتنا، اعتديت علينا النخل لا تأتي بهذا الذي ذكرته فقال: إذا كنتم تظنون أنني اعتديت عليكم؛ فأنا على استعداد أن أعطيكم نصفها فقالوا: هذا الحق وبه تقوم السماء، والأرض فقالوا: رضينا أن نأخذ بالذي قلت.

وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يأخذ رزقه، وكان جنديًّا من جنود المسلمين، ولكنه كان في الجاهلية قد قتل أخًا لعمر فلما رآه عمر اربد وجهه، وتغير حين رأى قاتل أخيه فقال: يا هذا، إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم،

<<  <   >  >>