للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرملة إلى دمشق، فقبضه وإليها من قبل معد، واسمه أبو محمود الكناني، وحبسه في قفص خشب، وحمله إلى مصر، فلما وصل إليها قيل أنت الذي تقول لو كانت معي عشرة أسهم لرَميت تسعة منها في المغاربة وواحداً في الروم؟ فاعترف، فأامر به المعز معد، فسُلخ وحشي جلده تبناً وصُلب وذلك في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة - رحمه الله - كتب إليّ محمد بن هبة الله ابن مميل الرازي ونعمة العسقلاني قالا أخبرنا الحافظ أبو القاسم سمعت أخي الحسين يقول سمعت أبا طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني يقول سمعت المبارك بن عبد الجبار يقول سمعت محمد بن علي الصوريَّ قال سمعت أبا بكر محمد بن علي الأنطاكي يقول سمعت ابن الشعشاع المصري يقول رأيت أبا بكر ابن النابلسي بعدما قتل، في المنام، وهو في أحسن هيئة، فقلت له ما فعل الله بك؟ فقال وافر

حباني مالِكي بدوام عزٍّ ... وواعَدني بقرب الانتصارِ

وقربني وأدناني إليه ... وقال: انعم بعيش في جواري

٨٧ - محمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله المُجاشِعي الهروي

الأديب، كان كرَّامِيّاً وفيه أدب، فمن شعره: بسيط:

أحسن بربّك ظناً إنه أبداً ... يكفي المهمَّ إذا ما عزَّ أو نابا

كم قد تكشَّرَ لي عن نابِه زمنٌ ... فَفلَّ بالفضل منه ذلك النابا

لا تيأسنَّ لِبابٍ سُدَّ في طلب ... فالله يفتح بعد الباب أبوابا

وله أيضاً: كامل:

لا تبلسنّ لدى المهِمّ فإنه ... يكفيكَهُ المتفرِّدُ القيُّوم

أوَليس ما قد سر لم يك دائماً؟ ... فكذاك ما قد ساء ليس يدومُ

<<  <   >  >>