للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرين الملك العادل أبي بكر في أيوب، فاستكتبه بين يديه في الترسل، وكان جيد الخط، حسن الترسُل، سهله، مات بالرَّقَّة بعد سنة عشرين وستمائة، فمن شعره المنسوب إليه: سريع:

فدَيتُه ليس عليه جناحْ ... وإن تعدَّى طورُ المِلاحْ

دَمي له حلٌّ، وعِرضي لمن ... يلوم أو يَعْذِلُ فيه مُباحْ

أطعت في شرع الهَوَى حُكمه ... كطاعة السُّحبِ لأمر الرِّياحْ

مفقَّهُ الألحاظِ لكنها ... لم تقْرَ إلا في كتاب الجراحْ

سكران من خمر الصِّبى لم يُفقْ ... وكيف يصحو وجنى فيه راحْ؟

أودعتُ أسرارَ هواهُ الصِّبا ... فاهتزّ منها الروض طيباً وفاحْ

هل طال ليلي فيه أم تاه في ... ضلال صدغيه ضياء الصباحْ؟

يا روضةً أجفانُها نرجسٌ ... وخدُّها وردٌ، وفُوها أقاحْ

أَوْصلكَ الحُسنُ إلى غايةٍ ... زادتْ على التأميل والاقتراحْ

[٩١ - محمد بن الأردخل الموصلي]

كان أبوه بنَّاء، والأرْدَخل بلغة أنباط الموصل يسمونه

<<  <   >  >>