للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكيف أبسط كفّي للسؤال وَقَدْ ... قبَضتها عن بني الدُّنيا على الياس

تسلِيم أمري إلى الرحمن أمثل بي ... من استلاميَ كفَّ البَرِّ والقَاسي

قال: فقنعت نفسي، وأقبل أُنسي، وحَمِدت الله - جلَّ وعزّ - وشكرته على ما صرفني عنه من استجداء مخلوق مثلي. فما لبثت إلا ثلاثة أيام حتى جاءني كتاب والي عيذاب يُولّيني فيه في بخطِّه قضاء القضاة بالصعيد ثم وادي إخميم. توفى أبو بكر هذا بدانية، يوم الثالث والعشرين من رجب سنة ست وثلاثين وخسمائة.

[٢٢٢ - محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن يحيى بن حسان]

ابن الوضاح بن حسان، أبو عبد الله الأنباري، يعرف بالوضاحي الشاعر، انتقل إلى خراسان، فنزلها وسكن نيسابور، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري شيئاً من شعره وقال: كان أشعر من ذكر في وقته. أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، حدثنا الخطيب، أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنبأنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ النيسابوري قال: أنشدنا أبو عبد الله بن الحسين الوضاحي قصيدته التي يعارض بها قصيدة امرىء القيس وذكر فيها قبيلته وعشيرته: طويل:

كشفتُ لمن أهوى قناع التجمُّل ... وعاصَيتُ فيما ساءني قولَ عُذَّلي

ومن جاهر اللذاتِ أدرك سؤله ... وأصبح عن عذل العذول بمعزل

وهي قصيدة طويلة، يقول في آخرها في ذكر وطنه وأهله: طويل:

سقى الله بابَ الكرخ رَبعاً ومنزلاًوَمن حَلَّهُ صَوْبَ السحاب المجلجل رلا زالت الأنواءُ تهمي بوَبْلهاعلى منزل من رَبْعه بعدَ منزل

<<  <   >  >>