للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأصرفُ غيَّةً طرْفي وكفِّي ... عن اللحظ العليل النَرجسيِّ

وأحرزُ منطقي عن كلّ هُجْرٍ ... وأهجرُ كلّ مِلسانٍ بَذيِّ

ولما أن رأيت الدهرَ يُدني ... دَنِيّاً ثم يسطو بالسنيِّ

وجدت به على الأيام غيظاً ... كما وجد اليتيم على الوصيِّ

طلبت فما سقطت على خبير ... يخبِّرُ عن وداد أو صفيِّ

كما أني بحثت على كريم ... فما أَلفيتُ ذا خلق رضيِّ

ولولا واحد لسددت عيني ... فلم تُفتح على شخص سريِّ

هو الملك المعظم من ملوك ... ينير بهم سَنا الأفق السنيِّ

له هِمَمٌ تعالى كل حين ... يفوق بها ذرى النجم العليِّ

وحسن خلائق رقَّتْ فجاءت ... كما هبَّ النسيم مع العشيِّ

مَصونُ العِرْض مبذول العطايا ... نديُّ التُّرْب مبرور النديِّ

جوَادٌ جودُه إن سيلَ سَيْل ... ويأتي عرفُهُ مثل الأتيِّ

يمدُّ إلى العفاة يمينَ يُمْنٍ ... تليِّنُ قسوةَ الدهر الأبيِّ

تحلّى ملكه بحلى بهاهُ ... كما ازدانَ المقلَّدُ بالحليِّ

تدار عليه أكوَابُ المعالي ... فيأخذ من هِزَبْر أرْيَحيِّ

وهي طويلة.

<<  <   >  >>