للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله العفو عنّا وعنه وعنهم، وله ديوان شعر مشهور بين أيدي الناس، كان في سنة خمس وخمسين وخمسمئة حيّاً، فمن شعره قوله: بسيط:

إذا سمعتَ كثيرَ المدحِ عن رجلٍ ... فانظرْ بأي لسانٍ ظلَّ ممدوحا

فإنْ رأى ذاكَ أهلُ الفضل فارضَ لهم ... ما قيل فيه وخذ بالقول تصحيحا

أو لا فمدُح أهلِ الجهل رافِعهُ ... وربّما كان ذاك المدحُ تجريحا

ورأيت في بعض المجاميع أن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب لقيه بممر لما طلع في نصرته، وقبل أن يلي مملكتها، واستكتبه جزءاً من شعره وهذا يدل على أنه عاش إلى سنة ستين وخسمئة، فمما كتبه له قوله: رمل مجزوء:

إصرفواعني طبيبي ... ودعوني وحبيبي

عللوا قلبي بذكرا ... هُ فقد زادَ لهيبي

طاب هتكي في هواهُ ... بينَ واشٍ ورقيبِ

لا أُبالي بفوات النَّ ... فس ما دام نصيبي

ليس من لام وإن أَط ... نَبَ فيه بمصيب

جسدي راضٍ بسقمي ... وجُفوني بنحيبي

وله: طويل:

هنيئاً لعينُ مُكِّنَت منك منظرَا ... وَسقياً لأذُنٍ متعت منك مسمعَا

<<  <   >  >>