للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واسْلَنْطَحَ: وَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ كاسْحَنْطَرَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَرَجُلٌ مُسْلَنْطِحٌ إِذا انْبَسَطَ. واسْلَنْطَحَ الْوَادِي: اتَّسَعَ. واسْلَنْطَحَ الشيءُ: طَالَ وعَرُضَ. واسْلَنْطَحَ: وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ كاسْحَنْطَرَ. والسَّلَوْطَحُ: مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ مَوْجُودٌ فِي شِعْرِ جَرِيرٍ مُفَسَّراً عَنِ السُّكَّريّ؛ قَالَ:

جَرَّ الخليفةُ بالجُنُودِ وأَنْتُمُ، ... بَيْنَ السَّلَوْطَحِ والفُراتِ، فُلُولُ

سمح: السَّماحُ والسَّماحةُ: الجُودُ. سَمُحَ سَماحَةً «١» وسُمُوحة وسَماحاً: جَادَ؛ ورجلٌ سَمْحٌ وَامْرَأَةٌ سَمْحة مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ سِماح وسُمَحاء فِيهِمَا، حَكَى الأَخيرة الْفَارِسِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى. وَرَجُلٌ سَمِيحٌ ومِسْمَح ومِسْماحٌ: سَمْح؛ وَرِجَالٌ مَسامِيحُ وَنِسَاءٌ مَسامِيحُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً، ... وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ، وَسادَها

وَقَالَ آخَرُ:

فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، ... عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لَمْ يَدْثُرِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كإِسماحه إِلى عِبَادِي

؛ الإِسماح: لُغَةٌ فِي السَّماحِ؛ يُقَالُ: سَمَحَ وأَسْمَحَ إِذا جَادَ وأَعطى عَنْ كَرَمٍ وسَخاءٍ؛ وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ فِي السَّخاء سَمَح، وأَما أَسْمَح فإِنما يُقَالُ فِي الْمُتَابَعَةِ وَالِانْقِيَادِ؛ وَيُقَالُ: أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انْقَادَتْ، وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وسَمَح لِي فُلَانٌ أَي أَعطاني؛ وسَمَح لِي بِذَلِكَ يَسْمَحُ سَماحة. وأَسْمَح وسامَحَ: وافَقَني عَلَى الْمَطْلُوبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

لَوْ كنتَ تُعْطِي حِينَ تُسْأَلُ، سامَحَتْ ... لَكَ النَّفسُ، واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ

والمُسامَحة: المُساهَلة. وتَسامحوا: تَساهَلوا. وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ:

السَّماحُ رَباحٌ

أَي المُساهلة فِي الأَشياء تُرْبِحُ صاحبَها. وسَمَحَ وتَسَمَّحَ: فَعَلَ شَيْئًا فَسَهَّل فيه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

ولكنْ إِذا مَا جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ ... بِهِ النفسُ يَوْمًا، كَانَ للكُرْه أَذْهَبا

ابْنُ الأَعرابي: سَمَح له بحاجته وأَسْمَح أَي سَهَّل لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ شَرِبَ لَبَنًا مَحْضاً أَيَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ

؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الأَصمعي مَعْنَاهُ سَهِّلْ يُسَهَّلْ لَكَ وَعَلَيْكَ؛ وأَنشد:

فَلَمَّا تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحتْ

قَالَ: أَسْمَحتْ أَسهلت وَانْقَادَتْ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ بالقَطْع وَالْوَصْلِ جَمِيعًا. وَفِي حَدِيثِ

عَطَاءٍ: اسْمَحْ يُسْمَحْ بِكَ.

وَقَوْلُهُمْ:

الحَنِيفِيَّة السَّمْحة

؛ لَيْسَ فِيهَا ضِيقٌ وَلَا شِدَّةٌ. وَمَا كَانَ سَمْحاً، وَلَقَدْ سَمُحَ، بِالضَّمِّ، سَماحة وَجَادَ بِمَا لَدَيْهِ. وأَسْمَحَتِ الدَّابَّةُ بَعْدَ اسْتِصْعَابٍ: لَانَتْ وَانْقَادَتْ. وَيُقَالُ: سَمَّحَ الْبَعِيرُ بَعْدَ صُعوبته إِذا ذلَّ، وأَسْمَحتْ قَرُونَتُه لِذَلِكَ الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت.


(١). قوله [سمح سماحة] نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه: المعروف في هذا الفعل أنه كمنع، وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية وجماعة. وسمح ككرم معناه: صار من أهل السماحة، كما في الصحاح وغيره، فاقتصار المجد على الضم قصور، وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأَثير وأرباب الأَفعال وأئمة الصرف وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>