للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جيد: الجِيدُ: الْعُنُقُ، وَقِيلَ: مُقَلَّده، وَقِيلَ: مقدَّمه، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى عُنُقِ المرأَة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعلًا وفُعْلًا، كُسِرَتْ فِيهِ الْجِيمُ كَرَاهِيَةَ الياءِ بَعْدَ الضَّمَّةِ، فأَما الأَخفش فَهُوَ عِنْدُهُ فِعْل لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ أَجياد وجُيود؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنها لِلَيِّنَةِ الأَجْياد جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهُ جَيِّدًا ثُمَّ جُمِعَ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الرَّجُلِ؛ قَالَ:

وَلَقَدْ أَرُوحُ إِلى التِّجار مُرَجِّلًا، ... مَذِلًا بِمَالِي، ليِّناً أَجْيادي

قَالَ: والجَيَد، بِالتَّحْرِيكِ، طُولُ الْعُنُقِ وَحُسْنُهُ، وَقِيلَ: دَقَّتُهَا مَعَ طُولٍ؛ جَيِدَ جَيَداً وَهُوَ أَجْيَدُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَ أَجيَد، وَلَقَدْ جَيِدَ جَيَداً يَذْهَبُ إِلى النَّقْلَةِ؛ قَالَ: قَدْ يُوصَفُ الْعُنُقُ نَفْسُهُ بالجَيَد فَيُقَالُ عُنُق أَجْيد كَمَا يُقَالُ عُنُقٌ أَوْقَصُ. التَّهْذِيبُ: امرأَة جَيْداءُ إِذا كَانَتْ طَوِيلَةَ الْعُنُقِ حَسَنَةٌ لَا يُنْعَتُ بِهِ الرَّجُلَ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

تَسْمَعُ للحَلْيِ، إِذا مَا وَسْوَسا ... وارْتَجَّ فِي أَجْيادها وأَجْرسا

جَمَعَ الجِيَد بِمَا حَوْلَهُ، وَالْجَمْعُ جُود. وامرأَة جَيْدانَة: حَسَنَةُ الْجِيدِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

كأَن عُنُقَه جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صفاءِ الْفِضَّةِ

؛ الْجِيدُ: الْعُنُقُ. وأَجيادُ: أَرض بِمَكَّةَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

أَيامَ أَبْدَتْ لَنَا عَيْنًا وسالِفَةً، ... فقلتُ: أَنَّى لَهَا جِيدُ ابنِ أَجيادِ؟

أَي كَيْفَ أُعطيت جيدَ هَذَا الظَّبْيِ الَّذِي بِالْحَرَمِ؛ وَقَالَ الأَعشى:

وَلَا جعَلَ الرحمنُ بيتَك فِي الذُّرى ... بأَجْيادَ، غَرْبيَّ الصَّفا والمُحَطَّمِ

التَّهْذِيبُ: وأَجيادٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ أَو مَكَانٌ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وبالياء تحتها نقطتان: جبل بِمَكَّةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر النَّاسِ يَقُولُونَهُ جِياد، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَحَذْفِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ: جِياد مَوْضِعٌ بأَسفل مَكَّةَ مَعْرُوفٌ مِنْ شِعَابِهَا؛ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِ الأَعشي:

وبَيْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها ... رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها

قَالَ: أَراد الْجُودْيَاءَ وَهُوَ الكساءُ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيْدِ الطَّائِيِّ فِي صِفَةِ الأَسد:

حَتَّى إِذا مَا رأَى الأَنْصارَ قَدْ غَفَلَتْ، ... وَاجْتَابَ مِنْ ظِلِّهِ جُودِيَّ سمُّورِ

قَالَ: جُوديّ بِالنَّبَطِيَّةِ أَراد جُودْيَاءَ أَراد جُبَّةَ سَمُّور. وأَجياد: اسم شاة.

[فصل الحاء المهملة]

حتد: حَتَد بِالْمَكَانِ يَحْتِدُ حَتْداً: أَقام بِهِ وَثَبَتَ، مُماتة. وَعَيْنٌ حُتُد كجُشُد: لَا يَنْقَطِعُ ماؤُها مِنْ عُيُونِ الأَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا يَنْقَطِعُ ماؤُها؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُرِدْ عَيْنَ الماءِ وَلَكِنَّهُ أَراد عَيْنَ الرأْس. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحُتُد العيونُ المُنْسَلِقَة، وَاحِدُهَا حَتَد وحَتُود. والمَحْتِدُ: الأَصل وَالطَّبْعُ. وَرَجَعَ إِلى مَحْتِدِه إِذا فَعَلَ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وشَقُّوا بِمَنْحوض القِطاع فُؤَادَه، ... لَهُ قُتُراتٌ قَدْ بُنِينَ مَحاتِدُ

قَالَ: إِنّها قَدِيمَةٌ وَرِثَهَا عَنْ آبَائِهِ فَهِيَ لَهُ أَصل. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ مَحْتِدِ صِدق، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمَحْتِدُ والمَحْفِد والمَحقِد والمَحْكِد الأَصل؛ يُقَالُ: إِنه

<<  <  ج: ص:  >  >>