للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتَّخْويد: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وَقِيلَ: سُرْعَةُ سَيْرِ الْبَعِيرِ. وخَوَّدَ البعيرُ: أَسرع وَزَجَّ بِقَوَائِمِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَهْتَزَّ كأَنه يَضْطَرِبُ، وَكَذَلِكَ الظَّلِيمُ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الإِنسان؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

طَافَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَخَوَّد

أَي أَسرع. وخَوَّد الفحلَ فِي الشَّوْكِ تَخْويداً: أَرسله؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

وخَوِّدْ فحلَها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ، ... بِدَارِ الرِّيحِ، تَخْويدَ الظَّلِيم

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ التَّخْوِيدِ وَفِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ، وَالْبَيْتُ لِلَبِيدٍ إِنما يُقَالُ خَوَّدَ البعيرُ تَخْويداً إِذا أَسرع؛ وَالرِّوَايَةُ:

وخَوَّدَ فحلُها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ

يَصِفُ بَرْدَ الزَّمَانِ وَانْتِزَاعَ الْفَحْلِ إِلى مَرَاحِهِ مُبَادِرًا هُبُوبَ الرِّيحِ الْبَارِدَةِ بِالْعَشِيِّ، كَمَا يُخَوِّد الظَّلِيمُ إِذا رَاحَ إِلى بَيْضِهِ وأُدْحِيِّه. وَفِي تَرْجَمَةِ بقَّم: تَوَّجُ مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ خَوَّدُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وأَعيُن العِين بأَعلى خَوَّدا

حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ الجواليقي.

خيد: قَالَ اللَّيْثُ: الخِيد فَارِسِيَّةٌ حَوَّلُوا الذَّالَ دَالًا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَعْنِي به الرطبة.

[فصل الدال المهملة]

دد: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ هُنَا، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهَا أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ ددن أَو فِي فَصْلِ دَدا مِنَ الْمُعْتَلِّ، وَسَنَذْكُرُهُ نَحْنُ فِي تَرْجَمَةِ دَدا فِي الْمُعْتَلِّ، إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى.

درد: الدَّرَد: ذَهَابُ الأَسنان، دَرِدَ دَرَداً. وَرَجُلٌ أَدْرَدُ: لَيْسَ فِي فَمِهِ سِنٌّ، بَيِّنُ الدَّرَد، والأُنثى دَرْداء، وَفِي الْحَدِيثِ:

أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ لأَدْرَدَنَ

؛ أَراد بِالْخَوْفِ الظَّنَّ وَالْعَرَبُ تَذْهَبُ بِالظَّنِّ مَذْهَبَ الْيَقِينِ فَتُجَابُ بِجَوَابِهَا فَتَقُولُ: ظَنَنْتُ لَعَبْدُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْكَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ:

لَزِمْتُ السِّوَاكَ حَتَّى خَشِيتُ أَن يُدْرِدَني

أَي يَذْهَبَ بأَسناني، والدِّرْدِمُ كالإِدْرِدِ مِيمُهُ زَائِدَةٌ، والدَّرْداءُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَحِقَتْ أَسنانُها بدُرْدُرها مِنَ الكبَر، والدِّرْدِم، بِالْكَسْرِ: النَّاقَةُ الْمُسِنَّةُ وَهِيَ الدَّرداءُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، كَمَا قَالُوا للدَّلْقاءِ دِلْقِم، وللدَّقْعاءِ دِقْعِم عَلَى فِعْلِم؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

وَنَحْنُ رَهَنَّا بالإِفاقة عَامِرًا، ... بِمَا كَانَ فِي الدَّرداءِ، رَهْناً فَأُبْسِلا

قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: الدَّرداءُ كَتِيبَةٌ كَانَتْ لَهُمْ. والدَّرَدُ، الحَرَدُ، وَرَجُلٌ دَرِدٌ: حَرِدٌ. ودُرَيْدٌ: اسْمٌ، ودُرَيْدٌ: تَصْغِيرُ أَدرد مُرَخَّمًا. ودُرْدِيُّ الزَّيْتُ وَغَيْرُهُ: مَا يَبْقَى فِي أَسفله. وَفِي حَدِيثِ

الْبَاقِرِ: أَتجعلون فِي النَّبِيذِ الدُّرْدِيَّ؟ قِيلَ: وَمَا الدُّرْدِيُّ؟ قَالَ: الرَّوْبَةُ

؛ أَراد بِالدُّرْدِيِّ الْخَمِيرَةَ الَّتِي تُتْرَكُ عَلَى الْعَصِيرِ وَالنَّبِيذِ لِيَتَخَمَّرَ، وأَصله مَا يَرْكُدُ فِي أَسفل كُلِّ مائع كالأَشربة والأَدهان.

دعد: دَعْدُ: اسْمُ امرأَة مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ دَعداتُ وأَدْعُدٌ ودُعودٌ، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

يَا دارُ أَقْوَتْ بِجَانِبِ اللَّبَبِ، ... بَيْنَ تِلَاعِ الْعَقِيقِ فالكُثُبِ

حَيْثُ استقرَّت نَواهمُ، فسُقوا ... صَوْبَ غَمَامٍ مُجَلْجِلٍ لَجِبِ

لَمْ تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِها ... دَعْدٌ، وَلَمْ تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَب

التَّلَفُّعُ: الِاشْتِمَالُ بِالثَّوْبِ كَلُبْسَةِ نساءِ الأَعراب،

<<  <  ج: ص:  >  >>