للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل الهاء]

هبذ: هَبَذَ يَهْبِذُ «٣» هَبْذاً: عَدَا، يَكُونُ ذَلِكَ لِلْفَرَسِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَعْدُو. وأَهْبَذَ واهْتَبَذَ وهابَذَ: أَسرع فِي مَشْيَتِه أَو طَيَرَانِهِ كهاذَبَ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ:

يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْلِ، فَهُوَ مُهابِذٌ ... يَحُتُّ الجناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ

والمُهابَذَة: الإِسراع؛ قَالَ:

مُهَابَذَةً لَمْ تَتَّرِك حِينَ لَمْ يَكُنْ ... لَهَا مَشْرَبٌ إِلا بِناءٍ مُنَضَّبِ

هذذ: الهَذّ والهَذَذُ: سُرْعَةُ الْقَطْعِ وَسُرْعَةُ الْقِرَاءَةِ؛ هَذَّ الْقُرْآنَ يَهُذُّه هَذًّا. يُقَالُ: هُوَ يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا، ويهذُّ الْحَدِيثَ هَذًّا أَي يَسْرُده؛ وأَنشد:

كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ

وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حَادٌّ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قرأْت المُفَصَّل اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهذِّ الشِّعْرِ؟

أَراد أَتَهُذُّ الْقُرْآنَ هَذًّا فَتُسْرِعُ فِيهِ كَمَا تُسْرِعُ فِي قِرَاءَةِ الشِّعْرِ، وَنَصَبَهُ عَلَى الْمَصْدَرِ. وشَفْرَة هَذُوذٌ: قَاطِعَةٌ. وَسِكِّينٌ هَذُوذٌ: قَطَّاع. وَضَرْبًا هَذَاذَيْك أَي هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ، يَعْنِي قَطْعًا بَعْدَ قَطْعٍ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:

ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَا

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن شَاءَ حَمَلَهُ عَلَى أَن الْفِعْلَ وَقَعَ فِي هَذِهِ الْحَالِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عَلَيْهِ سيَاعُه ... هذاذيْك حَتَّى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا

فَسَّرَهُ أَبو حَنِيفَةَ فَقَالَ: هَذَاذَيْك هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ أَي شُرْبًا بَعْدَ شُرْبٍ. يَقُولُ: بَاكَرَ الدَّنُّ مَمْلُوءًا وَرَاحَ وَقَدْ فَرَّغَهُ. وَتَقُولُ لِلنَّاسِ إِذا أَردت أَن يكفُّوا عَنِ الشَّيْءِ: هذاذيكَ وهَجاجَيْك، عَلَى تَقْدِيرِ الْاثْنَيْنِ؛ قَالَ عَبْدُ بَنِي الْحَسْحَاسِ:

إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بِالْبَرْدِ مثلُه، ... هَذَاذَيْكَ حَتَّى لَيْسَ للبُرْدِ لابِسُ

تَزْعُمُ النِّسَاءُ أَنه إِذا شَقَّ عِنْدَ البِضاع شَيْئًا مِنْ ثَوْبِ صَاحِبِهِ دَامَ الْوِدُّ بَيْنَهُمَا وإِلا تَهَاجَرَا. وَاهْتَذَذْتُ الشَّيْءَ: اقْتَطَعْتُهُ بِسُرْعَةٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه، ... قَدِ اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ

وَيُرْوَى: قَدِ احْتَزَّ. يُرِيدُ بِعَبْدِ يغوثَ هَذَا عَبْدَ يَغُوثَ بْنُ وقَّاص الْحَارِثِيَّ وَلَمْ يُقْتَلْ فِي الْمَعْرَكَةِ، وإِنما قُتِلَ بَعْدَ الأَسر؛ أَلا تَرَاهُ يَقُولُ:

وتَضْحَكُ مِنِّي شَيخة عَبْشَمِيَّة، ... كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا

الأَزهري: يُقَالُ حَجَازَيْك وهَذَاذيك؛ قَالَ: وَهِيَ حُرُوفٌ خِلْقتها التَّثْنِيَةُ لَا تُغَيَّرُ. وَحَجَازَيْكَ: أَمره أَن يحجُز بَيْنَهُمْ. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ كُفَّ نَفْسَكَ. قَالَ: وَهَذَاذَيْكَ يأْمره أَن يَقْطَعَ أَمر الْقَوْمِ. وهذَّه بِالسَّيْفِ هَذًّا: قَطَعَهُ كهَذَأَهُ. وَسَيْفٌ هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ: قطَّاع. وقَرَبٌ هَذْهاذٌ: بَعيدٌ صَعْب.

هربذ: الهِرْبِذُ، بِالْكَسْرِ، وَاحِدُ الهَرابِذَة الْمَجُوسِ وَهُمْ قَوَمَة بَيْتِ النَّارِ الَّتِي لِلْهِنْدِ، فارسي معرب،


(٣). قوله [يهبذ] ضبط في الأَصل بشكل القلم بكسرة تحت الباء ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب

<<  <  ج: ص:  >  >>