للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْكُمَيْتُ:

وَقَالَ المُذَمِّرُ للنَّاتِجِينَ: ... مَتَى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ؟

يَقُولُ: إِن التَّذْمِيرَ إِنما هُوَ فِي الأَعناق لَا فِي الأَرجل. وذَمَرَ الأَسدُ أَي زَأَرَ، وَهَذَا مَثَلٌ لأَن التَّذْمِيرَ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الرأْس، وَذَلِكَ أَنه يَلْمِسُ لَحْيَيِ الجَنِينِ، فإِن كَانَا غَلِيظَيْنِ كَانَ فَحْلًا، وإِن كَانَا رَقِيقَيْنِ كَانَ نَاقَةً، فإِذا ذُمِّرَت الرِّجْلُ فالأَمر مُنْقَلِبٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

حَرَاجيجُ قُودٌ ذُمِّرَتْ فِي نتاجِها، ... بِناحيَةِ الشّحْرِ الغُرَيْرِ وشَدْقَمِ

يَعْنِي أَنها مِنْ إِبل هَؤُلَاءِ فَهُمْ يُذَمِّرُونها. وذِمارٌ، بِكَسْرِ الذَّالِ «٢». مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، ووُجِدَ فِي أَساسها لَمَّا هَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَجَرٌ مكتوبٌ فِيهِ بالمُسْنَدِ: لِمَنْ مُلْكُ ذِمار؟ لِحِمْيَر الأَخْيار. لِمَنْ مُلْكُ ذِمَارٍ؟ لِلْحَبَشَةِ الأَشرار. لِمَنْ مُلْكُ ذِمَارٍ؟ لِفَارِسِ الأَحرار. لِمَنْ مُلْكُ ذِمَارٍ؟ لِقُرَيْشٍ التُّجَّارِ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذِمار، بِكَسْرِ الذَّالِ وَبَعْضُهُمْ يفتحها، اسْمُ قَرْيَةٍ بِالْيَمَنِ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ صَنْعَاءَ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ صَنْعَاءَ. وذَوْمَرُ: اسم.

ذمقر: اذْمَقَرَّ اللبنُ وامْذَقَرَّ: تَقَطَّعَ، والأَول أَعرف، وَكَذَلِكَ الدَّمُ.

ذهر: ذَهِرَ فُوهُ، فَهُوَ ذَهِرٌ: اسْوَدَّتْ أَسنانُه، وَكَذَلِكَ نَوْرُ الحَوْذانِ؛ قَالَ:

كأَن فَاه ذَهِرُ الحَوْذانِ

ذير: الذِّيارُ، غيرُ مَهْمُوزٍ: البَعَرُ، وَقِيلَ: البَعَرُ الرَّطْبُ يُضَمَّدُ بِهِ الإِحْلِيلُ وأَخْلافُ النَّاقَةِ ذَاتِ اللَّبَنِ إِذا أَرادوا صَرَّها لئلَّا يُؤَثِّر فِيهِ الصِّرارُ وَلِكَيْلَا يَرْضَعَ الفصيلُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ، وَهُوَ التَّذْيِيرُ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:

قَدْ غاثَ رَبُّكَ هَذَا الخَلْقَ كُلَّهُمُ ... بِعَامِ خِصْبٍ، فَعَاشَ الناسُ والنَّعَمُ

وأَبْهَلُوا سَرْحَهمْ مِنْ غيرِ تَوْدِيَةٍ ... وَلَا ذِيارٍ، وماتَ الفَقْرُ والعَدَمُ

وَقَدْ ذَيَّرَ الرَّاعِي أَخْلافَها إِذا لَطَّخَهَا بالذِّيار؛ قَالَ أَبو صَفْوانَ الأَسَديُّ يَهْجُو ابنَ مَيَّادَةَ وَمَيَّادَةُ كَانَتْ أُمه:

لَهْفِي عليكَ، يَا ابنَ مَيَّادَةَ الَّتِي ... يكونُ ذِياراً لَا يُحَتُّ خِضابُها

إِذا زَبَنَتْ عَنْهَا الفَصيلَ بِرِجْلِها، ... بَدَا مِنْ فُرُوجِ الشَّمْلَتَينِ عُنابُها

أَراد بِعُنابِها بَظْرَها. اللَّيْثُ: السِّرْقين الَّذِي يُخْلَطُ بِالتُّرَابِ يُسَمَّى قَبْلَ الخَلْطِ خُثَّةً، وإِذا خُلِطَ، فَهُوَ ذِيْرَةٌ، فإِذا طُلِيَ عَلَى أَطْباءِ النَّاقَةِ لِكَيْلَا يَرْضَعَها الفصيلُ، فَهُوَ ذِيارٌ؛ وأَنشد:

غَدَتْ، وَهْيَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ، ... فَرَاخَ الذِّيارُ عَلَيْهَا صَخِيما

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْوَدَّتْ أَسنانه: قَدْ ذُيِّرَ فُوهُ تَذْيِيراً.

[فصل الراء المهملة]

رير: مُخٌّ رارٌ ورَيْرٌ ورِيرٌ: ذَائِبٌ فَاسِدٌ مِنَ الْهُزَالِ. أَبو عَمْرٍو: مُخٌّ رِيرٌ ورَيْرٌ لِلرَّقِيقِ، وأَرَار اللهُ مُخَّهُ أَي جَعَلَهُ رَقِيقًا. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمَةَ: وَذَكَرَ السَّنَةَ


(٢). قوله: [بكسر الذال إلخ] هذا قول أَكثر أَهل الحديث، وذكره ابن دريد بالفتح. وقوله: وجد في أَساسها إلخ عبارة ياقوت: وجد في أَساس الكعبة لما هدمتها قريش إلخ ونسبه لابن دريد أَيضاً

<<  <  ج: ص:  >  >>