للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحَبَرْكَى: الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الطَّوِيلُ الظَّهْرِ، قَالَتِ الخَنْساء:

مَعاذَ اللَّه يَنْكِحُني حَبَركى ... قَصِيرُ الشِّبْرِ مِنْ جُشَمِ بْنِ بَكْرِ

وحَطَأَ رأْسه: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ مَبْسُوطَةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: زَوْزَيْت بِهِ زَوْزَاةً إِذَا اسْتَحْقَرْتَهُ وَطَرَدْتَهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ وإِنما حَقُّ زَوْزَيته أَن يُذْكَرَ فِي الْمُعْتَلِّ لأَن لَامَهُ حَرْفُ عِلَّةٍ وَلَيْسَ لَامُهُ زَايًا، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيضاً فِي فَصْلِ زَوَى فِي بَابِ الْمُعْتَلِّ اللَّامِ فَقَالَ: قِدْرُ زُوَزِيَةٌ وزُوازِيَةٌ مِثْلُ عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ لِلْعَظِيمَةِ الَّتِي تَضُمُّ الجَزُور، وَقَوْلُهُ مِثْلُ عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ يَشْهَدُ بأَن الْيَاءَ مِنْ زُوَزِيَةٍ وزُوازِيَةٍ أَصل كَمَا كَانَتِ الطَّاءُ فِي عُلَبِطَة وعُلابِطَةٍ أَصلًا وَهِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ والأَصل فِيهِ زُوَزِوَةٌ وزُوازِوَةٌ لأَنه مِنْ مُضَاعَفِ الأَربعة، وَكَذَلِكَ زَوْزى الرجلُ إِذا نَصَبَ ظَهْرَهُ وأَسرع فِي عَدْوه، وإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً فِي زُوَزِيَةٍ وزُوازِيَةٍ لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وأَما زَوْزَيْت فإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ الأَخيرة يَاءً لِكَوْنِهَا رَابِعَةً، كَمَا تُقْلَبُ الْوَاوُ فِي غَزَوْت يَاءً إِذا صَارَتْ رَابِعَةً فِي نَحْوِ أَغْزَيْت، فَبَانَ لَكَ بِهَذَا وَهْم الْجَوْهَرِيِّ فِي جَعْلِ زُوَزِيَةٍ فِي فَصْلِ زَيَزَ، قَالَ: وَقَدْ وَهَمَ فِيهِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن زُوَزِيَةً عَيْنُهَا وَاوٌ وزَيَزَ عَيْنُهُ يَاءٌ وَالثَّانِي أَن زُوَزِيَةً لَامُهَا عِلَّةٌ وَلَيْسَ بِزَايٍ. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ، أَنه يُقَالُ قِدْرٌ زُؤَزِئَةٌ، بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الزَّايِ الأُولى وَهَمْزَةٍ أُخرى بَعْدَ الزَّايِ الثَّانِيَةِ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ مَا جَاءَ تَارَةً مَهْمُوزًا وَتَارَةً مُعْتَلًّا، يُقَالُ زَأْزَأَ الظَّليمُ إِذَا رَفَعَ قُطْرَيْه وَمَشَى مُسْرِعًا. وَقَالُوا: زَوْزَى الرجلُ إذا نصب ظهره وأَسرع عَدْوه، فَالْمَهْمُوزُ وَالْمُعْتَلُّ فِي هَذَا سَوَاءٌ، واللَّه أَعلم.

[فصل السين المهملة]

سهرز: السُّهْرِيز والسِّهْريز: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، مُعَرَّبٌ، وَسَهَرٌ بِالْفَارِسِيَّةِ الأَحمر، وَقِيلَ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شهْريز، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، ويقال سُهْرِيز [سِهْرِيز] وشِهْرِيز [شُهْرِيز]، بِالسِّينِ وَالشِّينِ جَمِيعًا، وَهُوَ بِالسِّينِ أَعْرَب، وإِن شِئْتَ أَضفت مِثْلَ ثوبُ خَزٍّ وثوبٌ خَزٌّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا تضف.

[فصل الشين المعجمة]

شأز: مَكَانٌ شَأْزٌ وشَئِزٌ: غَلِيظٌ كشأْسٍ وشَئِسٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

شَأْز بِمَنْ عَوَّه جَدْب المُنْطَلَقْ

وشَئِزَ مكانُنا شَأَزاً: غَلُظَ. وَيُقَالُ: قَلِقَ. وأَشْأَزَهُ: أَقلقه، وَقَدْ شَئِزَ شَأَزاً: غَلُظَ وَارْتَفَعَ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:

جَدْب المُلَهَّى شَئِز المُعَوَّهِ

قَالَ: وقَلَبَه فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فَقَالَ:

شَأْزٍ بِمَنْ عَوَّهَ جَدْب المُنْطَلَق

تَرَكَ الْهَمْزَ وأَخرجه مَخْرَجَ عاثٍ وعائِث وَعَاقٍّ وعائِق. وأَشْأَزَ الرجلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا: ارْتَفَعَ عَنْهُ؛ وأَنشد:

فَلَوْ شَهِدْتَ عَقَبي وتَقْفاز ... أَشْأَزْتَ عَنْ قَوْلك أَيَّ إِشْآز

ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّأْزُ الْمَوْضِعُ الْغَلِيظُ الْكَثِيرُ الْحِجَارَةِ، وَلَيْسَتِ الشُّؤْزَة إِلا فِي حِجَارَةٍ وخُشونة، فأَما أَرضٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>