للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَلَمْ يَبْقَ إِلا داخِرٌ فِي مُخَيَّسٍ، ... ومُنْجَحِرٌ فِي غيرِ أَرْضِكَ فِي جُحْرِ

والإِبل المُخَيَّسَةُ: الَّتِي لَمْ تُسَرَّحْ، وَلَكِنَّهَا خُيِّسَتْ لِلنَّحْرِ أَو القَسْم؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ:

والأُدْمُ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلًا مَرافِقُها، ... مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ

وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: دَعْ فُلَانًا يَخِيسُ، مَعْنَاهُ دَعْهُ يَلْزَمْ مَوْضِعَهُ الَّذِي يُلَازِمُهُ، وَالسِّجْنُ يُسَمَّى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فِيهِ النَّاسُ ويُلْزَمُون نُزُولَهُ. والمُخَيَّسُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ التَّخْيِيسِ، وَبِالْكَسْرِ: فَاعِلُهُ. وَخَاسَ الرجلَ خَيْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثَمَنًا مَا ثُمَّ أَعطاه أَنقص مِنْهُ، وَكَذَلِكَ إِذا وَعَدَهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ أَعطاه أَنقص مِمَّا وَعَدَهُ بِهِ. وخاسَ عَهْدَه وَبِعَهْدِهِ: نَقَضَهُ وَخَانَهُ. وخاسَ فلانٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَي غَدَرَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: خاسَ فلانٌ بِوَعْدِهِ يَخِيسُ إِذا أَخلف، وخاسَ بِعَهْدِهِ إِذا غَدَر ونَكَثَ. الْجَوْهَرِيُّ: خاسَ بِهِ يَخِيسُ ويَخُوس أَي غَدَرَ بِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ

؛ أَي لَا أَنقضه. والخَيْسُ: الْخَيْرُ. يُقَالُ: مَا لَه قَلَّ خَيْسُه. والخَيْسُ: الْغَمُّ، يُقَالُ لِلصَّبِيِّ: مَا أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قَلَّ غَمُّهُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى قَلَّ خَيْسُه قَلَّتْ حَرَكَتُهُ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ. والخِيْسُ: الدَّرُّ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه فِي قَوْلِ الْعَرَبِ أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه، وعُرِضَ عَلَى الرِّيَاشِيِّ يَدْعُو العربُ بعضُهم لِبَعْضٍ فَيَقُولُ: أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ، فقال: نَعَمِ الْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا إِلا أَن الأَصمعي لَمْ يَعْرِفْهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ أَنه قَالَ: قَلَّ خَيسُ فُلَانٍ أَي قَلَّ خَطَؤُه. وَيُقَالُ: أَقْلِلْ مِنْ خَيسِك أَي مِنْ كَذِبِكَ. والخِيسُ،. بِالْكَسْرِ، والخِيسَةُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخِيسُ والخِيسَةُ الْمُجْتَمَعُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ. وَقَالَ مُرَّةُ: هُوَ الْمُلْتَفُّ مِنَ القَصَبِ والأَشاء والنَخْلِ؛ هَذَا تَعْبِيرُ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ خيْساً حَتَّى تَكُونَ فِيهِ حَلْفاء. والخِيسُ: مَنْبِتُ الطَّرْفاء وأَنواع الشَّجَرِ. وخِيسٌ أَخْيَسُ: مستحكِم؛ قَالَ:

أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا وأَدْمَسا، ... والطَّلُّ فِي خِيسِ أَراطى أَخْيَسا

وجَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ. وَمَوْضِعُ الأَسد أَيضاً: خِيسٌ، قَالَ الصَّيْداويُّ: سأَلت الرِّياشي عَنِ الخِيسة فَقَالَ: الأَجَمَة؛ وأَنشد:

لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ

وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي عِيصٍ أَخْيَسَ أَوْ عددٍ أَخْيَسَ أَي كَثِيرِ الْعَدَدِ؛ وَقَالَ جَنْدَل:

وإِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ، ... أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ

أَبو عُبَيْدٍ: الخِيسُ الأَجَمَة، والخِيسُ: مَا تَجَمَّع فِي أُصول النَّخْلَةِ مَعَ الأَرض، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ الرَّكَائِبُ. ومُخَيَّس: اسْمُ صنم لبني القَيْنِ.

[فصل الدال المهملة]

دبس: الدَّبْسُ والدِّبْسُ: الْكَثِيرُ. ابن الأَعرابي: الدَّبْسُ [الدِّبْسُ] الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وَيُقَالُ: مَالٌ دِبْسٌ [دَبْسٌ] ورَبْسٌ أَي كَثِيرٌ، بِالرَّاءِ. والدِّبْسُ والدِّبِسُ: عَسَلُ التَّمْرِ وعُصارته، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ عُصارة الرُّطَب مِنْ غَيْرِ طَبْخٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُسِيلُ مِنَ الرُّطَبِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>