للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَهِيَ عائطٌ مِنْ إِبل عُيَّطٍ وعِيط وعِيطاتٍ وعُوطٍ، الأَخيرة عَلَى مَنْ قَالَ رُسْل، وَكَذَلِكَ المرأَةُ وَالْعَنْزُ، وَرُبَّمَا كَانَ اعْتِياطُ الناقةِ مِنْ كَثْرَةِ شحْمِها، وَقَالُوا عائطُ عِيطٍ وعُوطٍ وعُوطَطٍ فبالَغوا بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:

فاعْمِد إِلى عَناق مُعْتاطٍ

، قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْتاطُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي امتنَعت مِنَ الحَبَل لسِمَنِها وَكَثْرَةِ شَحْمِهَا وَهِيَ فِي الإِبل الَّتِي لَا تَحْمِل سَنَوَاتٍ مِنْ غَيْرِ عُقْر، وَالَّذِي جاءَ فِي الْحَدِيثِ أَن الْمُعْتَاطَ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَقَدْ حانَ وِلادُها، وَهَذَا بِخِلَافِ مَا تقدَّم فِي عَوَطَ وَعَيَطَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: إِلا أَن يُرِيدَ بِالْوِلَادِ الْحَمْلَ أَي أَنها لَمْ تَحْمِلْ وَقَدْ حَانَ أَن تَحْمِلَ، وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ مَعْرِفَةِ سنِّها وأَنها قَدْ قَارَبَتِ السِّنَّ الَّتِي يَحْمِلُ مِثْلُهَا فِيهَا، فَسُمِّيَ الْحَمْلُ بالولادةِ، وَالْمِيمُ وَالتَّاءُ زَائِدَتَانِ. والعُوطَطُ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: اسْمٌ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ قُلِبَتْ فِيهِ الْيَاءُ وَاوًا وَلَمْ يُجْعَلْ بِمَنْزِلَةِ بِيض حَيْثُ خَرَجَتْ إِلى مِثالِها هَذَا وَصَارَتْ إِلى أَربعة أَحرف وكأَن الِاسْمَ هُنَا لَا تُحَرَّكُ ياؤُه مَا دَامَ عَلَى هَذِهِ الْعُدَّةِ، وأَنشد:

مُظاهِرة نَيّاً عتِيقاً وعُوطَطاً، ... فَقَدْ أَحْكَما خَلْقاً لَهَا مُتبايِنا

والعائطُ مِنَ الإِبل: الْبَكْرَةُ الَّتِي أَدْرَك إِنا رَحِمِها فَلَمْ تَلْقَحْ، وَقَدِ اعْتاطَتْ، وَهِيَ مُعْتاطٌ، وَالِاسْمُ العُوطةُ والعُوطَطُ. والتَّعَيُّط: أَن يَنْبُعَ حَجَرٌ أَو شَجَرٌ أَو عُودٌ فَيَخْرُجَ مِنْهُ شِبْه مَاءٍ فيُصَمِّغَ أَو يَسِيل. وتَعَيَّطَتِ الذِّفْرى بالعرَقِ: سَالَتْ، قَالَ الأَزهري: وَذِفْرَى الْجَمَلِ تَتَعَيَّطُ بالعرَق الأَسود، وأَنشد:

تَعَيَّطُ ذِفْراها بجَوْنٍ كأَنَّه ... كُحَيْلٌ، جرَى مِنْ قُنْفُذِ اللِّيتِ نابِعُ

وعِيطِ عِيطِ: كَلِمَةٌ يُنادى بِهَا عِنْدَ السُّكْر أَو الغَلبةِ، وَقَدْ عَيَّطَ. قَالَ الأَزهري: عيطِ كَلِمَةٌ يُنادي بِهَا الأَشِرُ عِنْدَ السُّكْرِ يَلْهَجُ بِهِ عِنْدَ الْغَلَبَةِ، فإِن لَمْ يَزِدْ عَلَى وَاحِدَةٍ قَالُوا: عيَّطَ، وإِن رجَّع قَالُوا: عَطْعَطَ. وَيُقَالُ: عَيَّطَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا قَالَ لَهُ عِيطِ عِيطِ. والتعَيُّطُ: غضَبُ الرَّجُلِ واخْتَلاطُه وتكَبُّرُه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:»

والبَغْيَ مِنْ تَعَيُّطِ العَيّاطِ

وَقَالَ: التَّعَيُّطُ هَاهُنَا الجَلَبةُ وصِياحُ الأَشر بِقَوْلِهِ عِيطِ. ومَعْيَط: مَوْضِعٌ، قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّةَ:

هلِ اقْتَنى حَدَثانُ الدَّهْرِ مِنْ أَحَدٍ ... كانُوا بمَعْيَطَ، لَا وَخْشٍ وَلَا قَزَمِ؟

كَانُوا فِي مَوْضِعِ نَعْتٍ لأَحد أَي هَلْ أَبْقى حدثانُ الدهرِ وَاحِدًا مِنْ أُناس كَانُوا هُنَاكَ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَعْيَطٌ مَفْعَلٌ مِنْ لَفْظِ عَيْطاء واعْتاطَتْ إِلا أَنه شَذَّ، وَكَانَ قياسُه الإِعلال مَعاطٌ كَمقامٍ ومَباعٍ غَيْرَ أَن هَذَا الشُّذُوذَ فِي العَلم أَسهل مِنْهُ فِي الْجِنْسِ، وَنَظِيرُهُ مَرْيَم ومَكْوَزة.

[فصل الغين المعجمة]

غبط: الغِبْطةُ: حُسْنُ الحالِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

اللَّهُمَّ غَبْطاً لَا هَبْطاً

، يَعْنِي نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بِكَ أَن نَهْبِطَ عَنْ حالِنا. التَّهْذِيبُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ غَبْطاً لَا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها، وأَن لا تُهْبِطَنا مِنَ الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ ارْتِفاعاً لَا اتِّضاعاً، وَزِيَادَةً مِنْ فَضْلِكَ لَا حَوْراً ونقْصاً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ


(١). قوله [ذو الرمة] غلط والصواب رؤبة كما قال شارح القاموس

<<  <  ج: ص:  >  >>