للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَدِيدةً؟ قَالَ: بِلِيطةٍ فاليةٍ

أَي قشرةٍ قاطعةٍ. واللِّيطُ: قِشْرُ القصَب والقَناة وكلِّ شَيْءٍ كَانَتْ لَهُ صَلابةٌ ومَتانة، والقِطْعةُ مِنْهُ لِيطةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي إِدْرِيسَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ»، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأُتِيَ بعَصافِيرَ فذُبحَتْ بِلِيطةٍ

، وَقِيلَ: أَراد بِهِ القِطْعةَ المُحَدَّدةَ مِنَ الْقَصَبِ. وقوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّياطِ أَي لازِقَتُها. وتَلَيَّط لِيطةً: تَشظّاها. واللِّيطُ: قِشر الجُعَلِ، واللَّيْطُ: اللَّوْنُ «٢» وَهُوَ اللِّياطُ أَيضاً؛ قَالَ:

فصَبَّحَتْ جابِيةً صُهارِجا، ... تَحْسَبُها لَيْطَ السَّمَاءِ خارِجا

شَبَّهَ خُضرة الْمَاءِ فِي الصِّهْريج بجِلد السَّمَاءِ، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ تَمَسَّحُ وَتُمَرَّنُ حَتَّى تصفرَّ وَيَصِيرَ لَهَا لِيط؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ قَوْسًا: عَاتِكَةُ اللِّياط. ولِيطُ الشَّمْسِ ولَيْطُها: لَوْنها إِذ لَيْسَ لَهَا قِشْر؛ قَالَ أَبو ذُؤيْب:

بِأَرْيِ الَّتِي تَأْرِي إِلى كُلِّ مَغْرِبٍ، ... إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها «٣»

وَالْجَمْعُ أَلْياط؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ، ... وَهُوَ مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ

وَيُقَالُ للإِنسان اللّيِّن المَجَسّةِ: إِنه للَيِّنُ اللِّيط. وَرَجُلٌ لَيِّن اللّيطِ أَيِ السجِيّةِ. واللِّياطُ: الرِّبَا، سُمِّيَ لِياطاً لأَنه شَيْءٌ لَا يحِلّ أُلصِق بِشَيْءٍ؛ وكلُّ شَيْءٍ أُلصق بِشَيْءٍ وأُضِيفَ إِليه، فَقَدْ أُلِيطَ بِهِ، والرِّبا مُلْصَق برأْس الْمَالِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كتَب لثَقِيفَ حينَ أَسْلَموا كِتاباً فِيهِ: وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ إِلى أَجَلِه فَبَلَغَ أَجَلَه فإِنّه لِياطٌ مُبرّأٌ مِنَ اللَّهِ، وإِنّ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْن فِي رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه يُقْضى إِلى رأْسِه ويُلاطُ بِعُكاظ وَلَا يُؤخّر

؛ واللِّياطُ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الرِّبَا الَّذِي كَانُوا يُرْبُونَه فِي الْجَاهِلِيَّةِ رَدَّهُمُ اللَّهُ إِلى أَن يأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم ويدَعُوا الفَضْل عَلَيْهَا. ابْنُ الأَعرابي: جَمْعُ اللِّياطِ اللَّيالِيطُ، وأَصله لُوطٌ. وَفِي حَدِيثِ

معاويةَ بْنِ قُرَّةَ: مَا يَسُرّني أَني طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هَذِهِ اللَّائطةِ وإِنّ لِي الدُّنْيَا

؛ اللائطةُ: الأُسْطوانةُ، سُمِّيَتْ بِهِ لِلُزوقِها بالأَرض. ولاطَه اللهُ لَيْطاً: لَعَنَهُ اللَّهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُمَيّةَ يَصِفُ الْحَيَّةَ ودخُول إِبليس جَوْفَها:

فَلاطَها اللهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِيفَتَه، ... طُولَ اللَّيالي، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا أَجَلا

أَراد أَن الْحَيَّةَ لَا تَمُوتُ بأَجَلها حَتَّى تُقْتَلَ. وشَيْطانٌ لَيْطانٌ: مِنْهُ، سُرْيانِيّة، وَقِيلَ: شَيْطانٌ لَيْطانٌ إِتباع. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْقَالِي لَيطان مِنْ لاطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا يَلِيطُ بِهِ النَّعِيمُ وَلَا يَلِيقُ بِهِ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ أَشْراطِ الساعةِ:

ولتَقُومَنَّ وَهُوَ يَلُوطُ حوْضَه

، وَفِي رِوَايَةٍ:

يَلِيطُ حوضَه

أَي يُطَيّنُه.

[فصل الميم]

مثط: المَثْط: غَمْزُك الشيءَ بِيَدِكَ عَلَى الأَرض، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَت.


(١). قوله [على النبي إلخ] في النهاية عَلَى أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى آخر ما هنا.
(٢). قوله [والليط لون] هو بالفتح ويكسر كما في القاموس.
(٣). قوله [تأري] في شرح القاموس تهوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>