للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخُشَشاء. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الدِّيكُ عَظْمٌ خَلْفَ الأُذن، وَلَمْ يُخَصِّصْهُ بِفَرَسٍ وَلَا غَيْرِهِ. الْمُؤَرِّجُ: الدِّيكُ فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ الرَّجُلُ المُشْفق الرؤوم، وَمِنْهُ سُمِّيَ الدِّيكُ دِيكاً، قَالَ: والدِّيكُ الرَّبِيعُ فِي كَلَامِهِمْ. وَالدِّيكُ: الأَثافي، الْوَاحِدُ والجمع سواء.

[فصل الراء]

ربك: قَالَتْ غَنِيَّة الْكِلَابِيَّةُ أُم الحُمارس «٣»: الربيكةُ الأَقط وَالتَّمْرُ وَالسَّمْنُ يُعْمَلُ رَخْوًا لَيْسَ كالحَيْس، وَقَالَتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: هُوَ الدَّقِيقُ والأَقِطُ الْمَطْحُونُ ثُمَّ يُلْبَكُ بِالسَّمْنِ الْمُخْتَلِطِ بالرُّبّ، وَقِيلَ: هُوَ الرُّبُّ والأَقِطُ بِالسَّمْنِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ تَمْرًا وأَقِطاً، وَقِيلَ: هُوَ الرُّبُّ يُخْلَطُ بِدَقِيقٍ أَو سَوِيقٍ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ يُطْبَخُ مِنْ بُرّ وَتَمْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ تَمْرٌ يُعْجَنُ بِسَمْنٍ وأَقِطٍ فَيُؤْكَلُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَرُبَّمَا صُبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ فشُرِب شُرْبًا، والرَّبِيك لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ أَبو الرُّهَيْمِ الْعَنْبَرِيُّ:

فَإِنْ تَجْزَعْ، فغيرُ مَلُومِ فِعْلٍ، ... وَإِنْ تَصْبِرْ، فَمِنْ حُبُكِ الرَّبِيكِ

وَيُضَرَبُ مَثَلًا لِلْقَوْمِ يَجْتَمِعُونَ مِنْ كُلٍّ، يُقَالُ مِنْهُ: رَبَكْتُه أَرْبُكه رَبْكاً خَلَطْتُهُ فارْتَبَكَ أَي اخْتَلَطَ. وارْتَبَك الرجلُ فِي الأَمر أَي نشِب فِيهِ وَلَمْ يَكَدْ يَتَخَلَّصُ مِنْهُ. ورَبَك الرَّبِيكةَ يَرْبُكُها رَبْكاً: عَمِلَهَا. والرَّبْكُ: إِصْلَاحُ الثَّرِيدِ. رَبَك الثَّرِيدَ يَرْبُكه رَبْكاً: أَصلحه وَخَلَطَهُ بِغَيْرِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: غَرثانُ فارْبُكُوا لَهُ؛ وأَصل هَذَا الْمَثَلِ أَن رَجُلًا قَدِمَ مَنْ سَفَرٍ وَهُوَ جَائِعٌ، وَقَدْ وَلَدَتِ امرأَته غُلَامًا فبُشِّرَ بِهِ فَقَالَ: مَا أَصنع بِهِ، آكُلُهُ أَم أَشربه؟ فَفَطَنَتْ لَهُ امرأَته فَقَالَتْ: غَرْثانُ فارْبُكوا لَهُ، فَلَمَّا شَبع قَالَ: كَيْفَ الطَّلا وأُمُّه؟ مَعْنَى الْمَثَلِ أَي أَنه غَرْثانُ جَائِعٌ فسَوّوا لَهُ طَعَامًا يَهْجَأْ غَرَثُه، ثُمَّ بَشَّروه بِالْمَوْلُودِ. والرَّبْك: أَنْ تُلْقِيَ إِنْسَانًا فِي وَحْلٍ فَيَرْتَبِكَ فِيهِ وَلَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ وَيَنْشَبُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: تَحَيَّرَ فِي الظُّلُمَاتِ وارْتَبكَ فِي الْهَلَكَاتِ

؛ ارْتَبَكَ فِي الأَمر إِذَا وَقَعَ فِيهِ وَنَشِبَ وَلَمْ يَتَخَلَّصْ؛ وَمِنْهُ ارْتَبَك الصيدُ فِي الحِبالة: اضْطَرَبَ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: ارْتَبَكَ واللهِ الشَّيْخُ

؛ وَقِيلَ: كُلُّ خَلْطٍ رَبْكٌ. وارْتَبَكَ الأَمرُ: اخْتَلَطَ والْتَبَكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ رُبَك ورَبِيك: مُخْتَلِطٌ فِي أَمره، كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ، وارْتَبَك فِي كَلَامِهِ: تَتَعْتَعَ، وَرَمَاهُ برَبِيكةٍ أَي بأَمر ارْتَبَك عَلَيْهِ. ورَبَك الرجلُ وارْتَبَك إِذَا اخْتَلَطَ عَلَيْهِ أَمره. وَرَجُلُ رَبِكٌ: ضَعِيفُ الْحِيلَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ

أَبي أُمامة فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: أَنهم يَرْكَبُونَ الميَاثر على النوق الرُّبْك عَلَيْهَا الحَشايا

؛ قَالَ شَمِرٌ: الرُّبْك والرُّمْك وَاحِدٌ، وَالْمِيمُ أَعْرَفُ. والأَرْمك والأَرْبك مِنَ الإِبل، أَسود وَهُوَ فِي ذَلِكَ مُشْرَبٌ كُدْرةً، وَهُوَ شَدِيدُ سَوَادِ الأُذنين والدُّفُوف، وَمَا عَدَا أُذني الأَرْمَكِ ودُفوفه مُشْرَبٌ كدرةً.

رتك: الأَصمعي: الراتِكةُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَمْشِي وَكَأَنَّ بِرِجْلَيْهَا قَيْداً وَتَضْرِبُ بِيَدَيْهَا. ورَتَكانُ الْبَعِيرِ: مُقَارَبَةُ خَطْوِهِ فِي رَمَلانِهِ، لَا يُقَالُ إِلَّا لِلْبَعِيرِ. وَقَدْ رَتَك يَرْتُك رتْكاً ورَتَكاناً. ورَتَكَت الإِبل ترْتِك رَتْكاً ورَتَكاً ورَتَكاناً: وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا اهْتِزَازٌ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الإِبل، وَهِيَ فِي الإِبل أَكْثَرُ. ورَتَكَ البعيرُ وأَرْتَكْتُه أَنا إرْتاكاً إِذَا حَمَلْتَهُ عَلَى السَّيْرِ السَّرِيعِ. وَفِي حَدِيثِ

قَيْلة: يُرْتِكان بَعِيرَيْهِمَا

أَيْ يَحْمِلَانِهِمَا عَلَى السير السريع. ويقال:


(٣). قوله [الكلابية أم الحمارس] كذا بالأَصل وشرح القاموس هنا، وفي متن القاموس: وأم الحمارس البكرية معروفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>